ثم وجَّه إليه صالح بن صبيح في جيش كثيف وخيل كثيرة وعدّة، فهزمهم. ثم سار إليه حُمَيد بن قحطبة وهو يومئذ على الجزيرة، فلقيه الملبَّد فهزمه، وتحصَّن منه حميدٌ، وأعطاه مئة ألف درهم على أن يكفّ عنه.
وأما الواقديّ فإنه زعم أن ظهور ملبَّد وتحكيمه كان في سنة ثمان وثلاثين ومئة، ولم يكن للناس في هذه السنة صائفة لشَغْل السلطان بحرب سنباذ. [٧/ ٤٩٥ - ٤٩٦].
* ذكر الخبر عن سبب خلعه إياه:
وكان سببُ ذلك - فيما ذُكِر - أن جَهْور لما هزم سنباذ حوى ما في عسكره، وكان فيه خزائنُ أبي مسلم التي كان خلفها بالرَّيّ، فلم يوجّهها إلى أبي جعفر، وخاف فخلَع، فوجّه إليه أبوجعفر محمد بن الأشعث الخُزاعيّ في جيش عظيم، فلقيه محمد، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ومع جَهْور نُخَب فرسان العجم؛ زياد والأشتاخنج، فهزِم جَهْور وأصحابه، وقُتل من أصحابه خلْق كثير، وأسر زياد والأشتاخنج، وهرب جَهْور فلحق بأذْرَبيجان فأخِذ بعد ذلك باسباذْرُو فقتل.
وفي هذه السنة قتل الملبّد الخارجيّ:
* ذكر الخبر عن مقتله:
ذكِر أن أبا جعفر لما هزم الملبّد حميد بن قحطبة، وتحصن منه حُميد، وجَّه إليه عبد العزيز بن عبد الرحمن أخا عبد الجبار بن عبد الرحمن، وضمَّ إليه زياد بن مشكان، فأكمن له الملبّد مئة فارس، فلما لقيَه عبد العزيز خرج عليه الكَمِين؛ فهزموه، وقتلوا عامّة أصحابه، فوجّه أبو جعفر إليه خازم بن خزيمة في نحو من ثمانية آلاف من المروروذيّة، فسار خازم حتى نزل الموصل، وبعث إلى الملبَّد بعض أصحابه وبعث معهم الفعلة، فسار إلى بلد فخندقوا، وأقاموا له الأسواق؛ وبلغ ذلك الملبَّد، فخرج حتى نزل ببلد، في خندق خازم؛ فلما بلغ ذلك خازمًا خرج إلى مكان من أطراف الموصل حريز فعسكر به، فلما بلغ ذلك الملبَّد عَبَر دجْلة من بلد، وتوجه إلى خازم من ذلك الجانب يريد الموصل، فلما بلغ خازمًا ذلك، وبلغ إسماعيل بن عليّ - وهو على الموصل - أمر إسماعيل خازمًا أن يرجع من معسكره حتى يعبُر من جسر الموصل؛ فلم يفعل، وعقد