للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم مِنْ خبر؟ قلت: نعم، قد أمر ببيع متاعك ورقيقِك، ولا أرى أحدًا يقدم على شرائه، فقال: ويحك يا أبا حُنين! والله لو خُرِج بي وببناتي مسترقّين لاشتُرِينا!

قال عمر: وحدثني محمد بن يحيى، قال: حدّثنا الحارث بن إسحاق قال: شخص أبو جعفر، وعبد الله بن حسن محبوس، فأقام في الحبس ثلاث سنين.

قال عمر: وحدثني عبد الله بن إسحاق بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال: حدثني أبو حَرْملة محمد بن عثمان، مولى آل عمرو بن عثمان، قال: حدّثني أبو هبّار المُزنيّ، قال: لما حجّ أبو جعفر سنة أربعين ومئة، حجّ تلك السنة محمد وإبراهيم ابنا عبد الله، وهما متغيبان، فاجتمعوا بمكة، فأرادوا اغتيال أبي جعفر، فقال لهم الأشتر: عبد الله بن محمد بن عبد الله، أنا أكفيكموه، فقال محمد: لا والله لا أقتله أبدَّا غَيلَةً حتى أدعوه؛ قال: فنقض أمرُهم ذلك وما كانوا أجمعوا عليه؛ وقد كان دخل معهم في أمرهم قائد من قوّاد أبي جعفر من أهل خُراسان، قال: فاعترض لأبي جعفر إسماعيل بن جعفر بن محمد الأعرج، فنمَّى إليه أمرَهم، فأرسل في طلب القائد فلم يظفرْ به، وظفِر بجماعة من أصحابه، وأفلت الرَّجُل وغلام له بمال زُهاء ألفي دينار كانت مع الغلام، فأتاه بها وهو مع محمد، فقسَمها بين أصحابه، قال أبو هبّار: فأمرني محمد، فاشتريت للرّجُل أبا عر وجهَّزته وحملته في قبّة وقطرته، وخرجت أريد به المدينة حتى أوردتُه إياها.

وقدم محمد فضمّه إلى أبيه عبد الله، ووجّههما إلى ناحية من خُراسان، قال: وجعل أبو جعفر يقتل أصحاب ذلك القائد الذي كان من أمره ما ذكرتُ.

قال عمر: وحدّثني محمد بن يحيى بن محمد (١) قال: حدّثني أبي عن أبيه، قال: غدوتُ على زياد بن عبيد الله وأبو جعفر بالمدينة، قال: فقال: أخبركم عجبًا مما نقيته اللَّيلة، طرقني رسلُ أميرِ المؤلمنين نصفَ الليل - وكان زياد قد تحوّل لقدوم أمير المؤمنين إلى داره بالبلاط - قال: فدقّتْ عليّ رسله، فخرجت ملتحِفًا بإزاري؛ ليس عليّ ثوب غيره، فنبهت غلمانًا لي وخصيانًا في سقيفة الدار، فقلت لهم: إن هدموا الدار فلا يكلمهم منكم أحد؛ قال: فدقوا طويلًا ثم


(١) هذا تصحيف والصواب محمد بن يحيى بن علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>