للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو زيد: حدّثني أبو صفوان نصر بن قُديد بن نصر بن سيار، أنه بلغه أنه كان عند أبي جعفر مرآة يَرى فيها عدوَّه من صديقه (١).

قال: وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدثني الحارث بن إسحاق، قال: جدّ رياح في طلب محمد، فأخبِر أنه في شِعْب من شعاب رَضْوى - جبل جهينة، وهي من عمل ينبُع - فاستعمل عليها عمرو بن عثمان بن مالك الجُهنيّ أحد بني جشم، وأمره بطلب محمد، فطلبه فذُكِر له أنه بشِعْب من رَضْوَى، فخرج إليه بالخيل والرّجال، ففزع منه محمد، فأحضِر شدًّا، فأفلت وله ابن صغير، ولد في خوفه ذلك؛ وكان مع جارية له؛ فهوى من الجبلَ فتقطَّع، وانصرف عمرو بن عثمان.

قال: وحدّثني عبد الله بن محمد بن حكيم الطائيّ، قال: لما سقط ابن محمد فمات ولقي محمد ما لقي، قال:

منخرق السّربال يشكو الوَجَى ... تَنكُبُهُ أَطرافُ مَرْوٍ حِدَادْ

شرَّده الخوفُ فأَزْرَى به ... كذاك مَنْ يَكْرَهُ حَرَّ الجلادْ

قد كان في الموت له راحةٌ ... والموتُ حتمٌ في رقاب العبادْ

قال: وحدّثني عيسى بن عبد الله، قال: حدّثني عمّي عبيد الله بن محمد، قال: قال محمد بن عبد الله: بينا أنا في رَضْوَى مع أمَة لي أمّ ولد، معها بُنيّ لي ترضعه؛ إذا ابن سَنُوطَى (مولى لأهل المدينة)، قد هجم عليّ في الجبل يطلبني؛ فخرجت هاربًا، وهربت الجارية، فسقط الصبي منها فتقطّع، فقال عبيد الله: فأتِيَ بابن سنوطى إلى محمد بعد حين ظهر، فقال: يا بن سنوطى، أتعرف حديث الصبيّ؟ قال: إي والله، إني لأعرفه، فأمر به فحُبس؛ فلم يزل محبوسًا حتى قتِل محمد.

قال: وحدّثني عبد العزيز بن زياد، قال: حدّثني أبي قال: قال محمد: إني بالحرّة لمصعِد ومنحدر، إذ أنا برياح والخيل، فعدلتُ إلى بئر فوقفت بين


(١) هذا لا يصح وأبو صفوان (نصر بن قديد) كذبه ابن معين وذكره البخاري وابن الجارود في الضعفاء وروى عنه أبو حاتم وأبو زرعة [الجرح والتعديل ٨/ تر ٢١٦٤].
وانظر لسان الميزان [تر ٨٨٥٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>