للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدّثني عمر بن راشد، قال: خرج لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، فرأيت عليه ليلة خرج قَلَنْسُوة صفراء مضريّة وجبّة صفراء، وعمامة قد شدّ بها حَقْوَيْه وأخرى قد اعتمّ بها، متوشحًا سيفًا، فجعل يقول لأصحابه: لا تقتلوا، لا تقتلوا، فلما امتنعت منهم الدار، قال: ادخلوا من باب المقصورة، قال: فاقتحموا وحرّقوا باب الخَوْخة التي فيها، فلم يستطع أحد أن يمرّ، فوضع رزام مولى القسريّ تُرسه على النار، ثم تخطّى عليه، فصنع الناس ما صنع، ودخلوا من بابها، وقد كان بعض أصحاب رياح مارسوا على الباب، وخرج من كان مع رياح في الدار من دار عبد العزيز من الحمام، وتعلّق رياح في مشربَة في دار مَرْوان، فأمر بدرجها فهُدمت، فصعدوا إليه فأنزلوه وحبسوه في دار مَرْوان، وحبسوا معه أخاه عباس بن عثمان، وكان محمد بن خالد وابن أخيه النذير بن يزيد ورزام في الحبْس، فأخرجهم محمد، وأمر النذير بالاستيثاق من رياح وأصحابه.

قال: وحدّثني عيسى، قال: حدّثني أبي، قال: حبس محمد رياحًا وابن أخيه وابن مسلم بن عُقْبة في دار مروان.

قال: وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني عبد العزيز بن أبي ثابت، عن خاله راشد بن حفص، قال: قال رزام للنذير: دَعْني وإياه فقد رأيتَ عذابَه إيايَ، قال: شأنك وإياه، ثم قام ليخرج، فقال له رياح: يا أبا قيس؛ قد كنتُ أفعل بكم ما كنت أفعل؛ وأنا بسؤددكم عالم، فقال له النذير: فعلتَ ما كنت أهله، ونفعل ما نحن أهله، وتناوله رزام فلم يزل به رياح أيصلب إليه حتى كفّ، وقال: والله إن كنتَ لبَطِرًا عند القدرة، لئيمًا عند البلية.

قال: وحدّثني موسى بن سعيد الجُمحيّ، قال: حبس، ياح محمد بن لمَرْوان بن أبي سليط من الأنصار، ثم أحد بني عمرو بن عوف، فمدحه وهو محبوس، فقال:


= عساكر وسمى جده طبيح بن الحسن، انظر كتاب الثقات [٨/ ٤٦١] ولسان الميزان [تر ٥٨٩٥].
ولم يبيّن الطبري من يقصد بعلي الراوي هنا سوى أنه ذكر في (٧/ ٥٧٨) أن الراوي عنه يعقوب بن القاسم لقبه بصنعاء: فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>