للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدَّثنا محمّد بن إسحاق، قال: وحدّثني عاصم بن عمر بن قَتادة، أنّ القومَ لمّا اجتمعوا لبيعةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال العباس بن عبادة بن نَضْلة الأنصاريّ، ثم أخو بني سالم بن عوف: يا معشرَ الخزرج، هلْ تدرون عَلام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنّكم تبايعونه على حرْب الأحمر والأسود من الناس؛ فإن كنتم تروْن أنكم إذا نُهكت أموالكم مصيبة؛ وأشرافُكم قتلًا أسلمتموه؛ فمن الآن فهو والله خِزْيُ الدّنيا والآخرة إن فعلتم، وإن كنتم تروْن أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، على نهْكة الأموال، وقتْل الأشراف فخذوه، فهو والله خيرُ الدّنيا والآخرة. قالوا: فإنّا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف؛ فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: الجنّة، قالوا: ابسُط يدَك، فبسطَ يده فبايعوه.

وأما عاصم بن عمر بن قَتادة، فقال: والله ما قال العبّاس ذلك إلّا ليشدَّ العَقْدَ


= رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم. فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبًا، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس) وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث هنا فإسناده حسن.
وقد ذكر ابن هشام جملتين ليستا من كلام الصحابي كعب - رضي الله عنه - وهما: بيت لعوف بن أيوب الأنصاري وكذا عبارة أخرى هي قول ابن هشام: (وهو يشرح معنى كلمة الهدم) فقال: ويقال: الهدم الهدم أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم وقد فصل ابن هشام بين هاتين العبارتين وبين قول الصحابي مالك.
وقد ذكر الهيثمي هذه الرواية، وقال: فهذا حديث ابن مالك عن العقبة وما حضر منها رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرّح بالسماع (المجمع ٦/ ٤٥).
والحديث أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٤٦٠ - ٤٦١ - ٤٦٢) بإسناد قد صرّح فيه ابن إسحاق بالتحديث فهو إسناد حسن وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٦٢٤ - ٦٢٥) مختصرًا من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري وقال: هذا حديث صحيح الإسناد جامع لبيعة العقبة ولم يخرجاه.
وقال الذهبي: صحيح. وأخرجه البيهقي في سننه (٩/ ٩) وغيرهم. وانظر الفصول في سيرة الرسول لابن كثير (١١١/ ١١٢).
وانظر تأريخ الإسلام للذهبي قسم السيرة النبوية- العقبة الثانية الصفحات (٢٩٧ - ٢٩٨ - ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>