للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أعناقهم. وأما عبدُ الله بن أبي بكر، فقال: والله ما قال العبّاس ذلك إلّا ليؤخّر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي ابن سَلُول، فيكون أقوى لأمر القوم. والله أعلم أيّ ذلك كان؛ فبنو النّجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أوّل مَنْ ضرب على يديه، وبنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم بن التّيّهان (١). (٢: ٣٦٣/ ٣٦٤).

٤٦ - قال ابن حُميد، قال: سلمة، قال محمّد: وأما معبَد بن كعب بن مالك فحدّثني -قال أبو جعفر: وحدّثني سعيد بن يحيى بن سعيد- قال: حدّثني أبي، قال: حدَّثنا محمّد بن إسحاق، عن معبد بن كعب، قال: فحدّثني في حديثه عن أخيه عبد الله بن كعْب عن أبيه كعب بن مالك، قال: كان أوّل مَنْ ضرب على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البرَاء بن معرور، ثم تتَابع القوم؛ فلمّا بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرخ الشّيطان من رأس العَقبة بأنفذ صوت سمعته قطّ: يا أهلَ الجباجب هل لكم في


(١) إسناده ضعيف ولكن له شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أحمد في مسنده (٣/ ٣٣٩ - ٣٤٠) وفيه: فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة، فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدًا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلّا ونحن نعلم أنه رسول الله إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فأما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه أجركم على الله عزَّ وجلَّ، وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم ضيقة فذروه فهو أعذر عند الله، قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة.
وأخرجه أحمد كذلك في موضع آخر (٣/ ٣٢٢ - ٣٢٣) وقال الهيثمي:
رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح - (المجمع ٦/ ٤٦) والحديث أخرجه الحاكم كذلك في المستدرك (٢/ ٦٢٤ - ٦٢٥) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه ابن كثير على شرط مسلم (السيرة النبوية ٢/ ١٩٦).
وحسَّنه ابن حجر في الفتح (٧/ ٢٢٢) وقال ابن كثير: هذا إسناد جيد على شرط مسلم (السيرة ٢/ ١٩٦) والحديث أخرجه كذلك ابن حبان (١٦٨٦) وغيرهم والله أعلم.
وأما العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري الذي ورد ذكره في رواية الطبري فسيأتي ذكره في الرواية التالية للطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>