إلى أمير المؤمنين فأخبرته بقلة مَنْ معه، فعطف عليّ، فحبسني حتى أطلقني عيسى بن موسى بعد قتله إياه.
قال: وحدّثني سعيد بن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثتني أختي بُريكةُ بنت عبد الحميد، عن أبيها، قال: إني لعند محمد يومًا ورجله في حِجْري؛ إذ دخل عليه خَوّات بن بكير بن خوّات بن جُبير، فسلم عليه.
فردّ عليه سلامًا ليس بالقوي، ثم دخل عليه شابٌّ من قريش، فسلَّم عليه فأحسن الردّ عليه، فقلت: ما تدع عصبِيّتَك بعد! قال: وما ذلك؟
قلت: دخل عليك سيد الأنصار فسلم فرددت عليه ردًّا ضعيفًا، ودخل عليك صُعلوك من صعاليك قريش فسلَّم فاحتفلت في الردّ عليه! فقال: ما فعلتُ ذاك؛ ولكنك تفقدتَ مني ما لا يتفقد أحد من أحد.
قال: وحدّثني عبد الله بن إسحاق بن القاسم، قال: استعمل محمد الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر على مكة، ووجّه معه القاسم بن إسحاق واستعمله على اليمن.
قال: وحدثني محمد بن إسماعيل عن أهله، أن محمدًا استعمل القاسم بن إسحاق على اليمن وموسى بن عبد الله على الشأم، يدعوان إليه؛ فقُتل قبل أن يصلا.
قال: وحدّثني أزهر بن سعيد، قال: استعمل محمد حين ظهر عبد العزيز بن الدراورديّ على السلاح.
قال: وأخبرني محمد بن يحيى ومحمد بن الحسن بن زَبَالة وغيرهما، قالوا: لما ظهر محمد، قال ابن هَرْمة - وقد أنشد بعضهم ما لم ينشد غيرُه لأبي جعفر:
غلبتَ على الخلافة مَن تمنَّى ... ومنَاه المُضِلُّ بها الضَّلُولُ
فأَهلك نفسَه سَفَهًا وجُبْنًا ... ولم يُقسَمْ له منها فتيلُ
ووآزرَهُ ذَوو طَمَعٍ فكانوا ... غُثاءَ السَّيْل يجمعه السُّيولُ
دَعوا إبليسَ إذ كذبوا وجارُوا ... فلم يُصرِخْهمُ المُغوِي الخَذول
وكانوا أهلَ طاعتِهِ فولَّى ... وسار وراءَه منهم قبيل
وهُمْ لم يُقصِرُوا فيها بحقّ ... على أثَرِ المُضِلِّ ولم يُطِيلوا