قال: وحدّثني سعيد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن سنان الحكميّ أخُو الأنصار، قال: أخبرني غير واحد أنّ مالك بن أنس استُفتى في الخروج مع محمد، وقيل له: إنّ في أعناقنا بيعةً لأبي جعفر، فقال: إنما بايعتم مكرهين، وليس على كل مكرَه يمين، فأسرع الناس إلى محمد، ولزم مالك بيته.
وحدّثني محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني ابنُ أبي مليكة مولَى عبد الله بن جعفر، قال: أرسل محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر - وقد كان بلغ عُمْرًا - فدعاه محمد حين خرج إلى البيعة، فقال: يا بن أخي، أنت والله مقتول، فكيف أبايعك! فارتدع الناس عنه قليلًا، وكان بنو معاوية قد أسرعوا إلى محمد، فأتته حمادة بنت معاوية، فقالت: يا عمّ، إن إخوتي قد أسرعوا إلى ابن خالهم، وإنك إن قلت هذه المقالة ثبّطت عنه الناس، فيقتل ابن خالي وإخوتي، قال: فأبى الشيخ إلّا النهي عنه، فيقال: إنّ حمّادة عدتْ عليه فقتلته؛ فأراد محمد الصلاة عليه، فوثب عليه عبد الله بن إسماعيل، فقال: تأمر بقتل أبي ثم تصلي عليه! فنحّاه الحرس، وصلى عليه محمد.
قال: وحدّثني عيسى، قال: حدثني أبي، قال: أتِيَ محمد بعبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ مغمضًا عينيه، فقال: إن عليّ يمينًا إن رأيته لأقتلنّه، فقال عيسى بن زيد: دعني أضرب عنقه، فكفّه عنه محمد.
قال: وحدّثني أيوب بت عمر، قال: حدّثني محمد بن معن، قال: حدّثني محمد بن خالد القَسْريّ، قال: لما ظهر محمد وأنا في حَبْس ابن حيّان أطلقني؛ فلما سمعت دعوته التي دعا إليها على المنبر، قلت: هذه دعوة حقّ؛ والله لأبلِينّ الله فيها بلاء حسنًا، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنك قد خرجت في هذا البلد؛ والله لو وُقف على نقْب من أنقابه مات أهلُه جوعًا وعطشًا، فانهض معي؛ فإنما هي عشر حتى أضربه بمئة ألف سيف، فأبى عليّ، فإني لعنده يومًا إذ قال لي: ما وجدنا من حُرّ المتاع شيئًا أجودَ من شيء وجدناه عند ابن أبي فَرْوة، ختَن أبي الخصيب - وكان انتهبَه - قال: فقلت: ألا أراك قد أبصرتَ حُرّ المتاع! فكتبتُ