للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وحدّثني ابن أبي حرب، قال: لما بلغ أبا جعفر ظهورُه أشفق منه؛ فجعل الحارث المنجّم يقول له: يا أميرَ المؤمنين، ما يجزعك منه! فوالله لو ملك الأرض ما لبث إلا تسعين يومًا (١) [٧/ ٥٥٢ - ٥٦٤].

قال: وحدّثني سهل بن عقيل بن إسماعيل، عن أبيه، قال: لما بلغ أبا جعفر خبره بادر إلى الكوفة، وقال: أنا أبو جعفر؛ استخرجت الثعلب من جُحْره.

قال: وحدّثني عبد الملك بن سليمان، عن حبيب بن مرزوق، قال: حدّثني تسنيم بن الحواريّ، قال: لما ظهر محمد وإبراهيم ابنا عبد الله، أرسل أبو جعفر إلى عبد الله بن عليّ وهو محبوس عنده: إنّ هذا الرجل قد خرج؛ فإن كان عندك رأي فأشِرْ به علينا - وكان ذا رأي عندهم - فقال: إنَّ المحبوس محبوس الرأي، فأخرجني حتى يخرج رأيي؛ فأرسل إليه أبو جعفر: لو جاءني حتى يضرب بابي ما أخرجتك؛ وأنا خير لك منه، وهو مُلْك أهل بيتك، فأرسل إليه عبد الله: ارتحل الساعة حتى تأتيَ الكوفة، فاجثم على أكبادهم؛ فإنهم شيعة أهل هذا البيت وأنصارهم، ثم احففْها بالمسالح؛ فمن خرج منها إلى وَجْه من الوجوه أو أتاها من وجه من الوجوه فاضرب عنقه؛ وابعث إلى سَلْم بن قتيبة ينحدر عليك - وكان بالرّيّ - واكتب إلى أهل الشأم فمرهم أن يحملوا إليك من أهل البأس والنجدة ما يحمل البريد، فأحسِنْ جوائزهم، ووجّههم مع سَلْم ففعل.

قال: وحدّثني العباس بن سفيان بن يحيى بن زياد، قال: سمعتُ أشياخنا يقولون: لما ظهر محمد ظهر وعبد الله بن عليّ محبوس، فقال أبو جعفر لإخوته: إن هذا الأحمق لا يزال يطلع له الرأي الجيّد في الحرب؛ فادخلوا عليه فشاوروه ولا تُعلموه أني أمرتكم، فدخلوا عليه، فلما رآهم قال: لأمر ما جئتم؛ ما جاء بكم جميعًا وقد هجرتموني منذ دَهْر! قالوا: استأذنَّا أميرَ المؤمنين فأذن لنا، قال: ليس هذا بشيء؛ فما الخبر؟ قالوا: خرج ابن عبد الله، قال: فما ترون ابن سلامة صانعًا؟ يعني أبا جعفر - قالوا: لا ندري والله، قال: إنّ البُخل قد


(١) وهنا خبر منكر آخر من مناكير المجهول ابن أبي حرب والروايات الصحيحة التي سنذكرها في سيرة أبي جعفر بعد ذكر وفاته تبين أنه كان يستثير العلماء ويتقرب إليهم بعكس ما صوره ابن أبي حرب في أكثر من موضع من أنه كان يستشير المنجمين ويسمع لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>