للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتوثّق لنفسك، فوجِّه إليّ مَنْ أحببتَ يأخذ لك من الأمان والعهد والميثاق ما تثق به.

وكتب على العنوان: من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله. فكتب إليه محمد بن عبد الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الله المهديّ محمد بن عبد الله إلى عبد الله بن محمد: {طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (١) وأنا أعرضُ عليك من الأمان مثلَ الذي عرضْتَ عليّ، فإنْ الحقّ حَقُّنا؛ وإنما ادّعيتم هذا الأمر بنا، وخرجتم له بشيعتنا، وحظيتم بفضلنا؛ وإنّ أبانا عليًّا كان الوصيّ وكان الإمام؛ فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء! ثم قد علمتَ أنه لم يطلب هذا الأمر أحدٌ له مثل نسبنا وشرفنا وحالنا وشرف آبائنا؛ لسنا من أبناء اللعنَاء ولا الطرداء ولا الطلَقاء، وليس يمتّ (٢) أحدٌ من بني هاشم بمثل الذي نمتُّ به من القَرابة والسابقة والفَضْل؛ وإنا بنو أمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت عمرو في الجاهليّة وبنو بنته فاطمة في الإسلام دونكم.

إن الله اختارنا واختار لنا؛ فوالدنا من النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن السلف أوّلهم إسلامًا عليّ، ومن الأزواج أفضلهنّ خديجة الطاهرة، وأوّل مَنْ صلى القبلة، ومن البنات خيرهُنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، ومن المولودين في الإسلام حسن وحسين سيّدا شباب أهل الجنة؛ وإنّ هاشمًا ولد عليًّا مرتين (٣)؛ وإن عبد المطلب ولد حسنًا مرتين (٤) وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولدني مرّتين من قِبل حسن


(١) القصص: ١ - ٥.
(٢) يمت، أي يتوسل، القاموس ص ٢٠٥. وبعدها في الكامل: "دونكم".
(٣) يعني علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وعليا زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
(٤) يعني جده وأبا جده، فهو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>