للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إضَم، وعندي زوجتي أمينة بنت خضير؛ إذ مرّ بنا رجل مصعِد من المدينة، فقالت له: ما فعل محمد؟ قال: قُتِل، قالت: فما فعل ابن خُضير؟ قال: قتل، فخرّت ساجدة، فقلت: أتسجدين أن قُتِل أخوك! قالت: نعم، أليس لم يفِرّ ولم يُؤسَر!

قال عيسى: حدّثني أبي، قال: قال أبو جعفر لعيسى بن موسى: مَنْ استنصر مع محمد؟ قال: آل الزبير، قال: ومَنْ؟ قال: وآل عمر، قال: أما والله غير مودّة بهما له ولا محبّة له ولا لأهل بيته، قال: وكان أبو جعفر يقول: لو وجدتُ ألفًا من آل الزّبير كلهم محسِن وفيهم مسئ واحدٌ لقتلتهم جميعًا، ولو وجدت ألفًا من آل عمر كلهم مسئ وفيهم مُحِسنٌ واحد لأعفيتُهم جميعًا.

قال عمر: وحدّثني إبراهيم بن مصعب بن عمارة بن حمزة بن مصعب، قال: حدّثني محمد بن عثمان بن محمد بن خالد بن الزّبير، قال: لما قُتِل محمد، هرب أبي وموسى بن عبد الله بن حسن وأنا معهما وأبو هبّار المزنيّ، فأتينا مكة، ثم انحدرنا إلى البصرة، فاكترينا من رجل يدعى حكيمًا، فلما وردنا البصرة - وذلك بعد ثلث الليل - وجدنا الدُّروب مغلَقة، فجلسنا عندها حتى طلع الفجر؛ ثم دخلنا فنزلنا المِرْبَد، فلما أصبحنا أرسلنا حكيمًا يبتاع لنا طعامًا؛ فجاء به على رجل أسود، في رجله حديدة، فدخل به علينا فأعطاه جُعْله، فتسخّط علينا، فقلنا: زده، فتسخّط، فقلنا له: ويلك! أضعف له، فأبى، فاستراب بنا، وجعل يتصفح وجوهنا، ثم خرج فلم ننشَب أن أحاطت بمنزلنا الخيل، فقلنا لربّة المنزل: ما بال الخيل؟ فقالت: لا بأس فيها، تطلب رجلًا من بني سَعْد يدعى نُميلة بن مُرّة، كان خرج مع إبراهيم، قال: فوالله ما راعنا إلّا بالأسود قد دُخل به علينا، قد غُطّى رأسه ووجهه.

فلما دُخِل به كُشف عنه، ثم قيل: أهؤلاء؟ قال: نعم هؤلاء؛ هذا موسى بن عبد الله، وهذا عثمان بن محمد، وهذا ابنه؛ ولا أعرف الرابعَ غير أنه من أصحابهم، قال: فأخِذْنا جميعًا، فدُخل بنا على محمد بن سليمان فلما نظر إلينا أقبل على موسى، فقال: لا وصل الله رحِمك! أتركتَ البلاد جميعًا وجئتني! فإمّا أطلقتُك فتعرّضتُ لأمير المؤمنين، وإمّا أخذتُك فقطعت رَحِمك، ثم كتب إلى أمير المؤمنين بخبرنا. قال: فجاء الجواب أن احملهم إليّ، فوجّهنا إليه ومعنا جند، فلما صرنا بالبطيحة وجدنا بها جُنْدًا آخر ينتظروننا؛ ثم لم نزلْ فأتى على

<<  <  ج: ص:  >  >>