بهم إلى المختار، فأمر بهم فقُتِلوا في السوق، فهؤلاء ثلاثة. فقال حُميَد بن مسلم في ذلك حيث نجا منهم:
ألَمْ تَرَنِي على دهشٍ ... نَجوتُ ولم أَكدْ أَنجُو
رجاءُ اللهِ أَنْقذَنِي ... ولم أَكُ غيْرَهُ أَرْجو (١)
(٦/ ٥٨ - ٥٩).
قال أبو مخنف: حدّثني موسى بن عامر العدويّ من جُهينة - وقد عرف ذلك الحديث شهمُ بن عبد الرّحمن الجُهَنيّ - قال: بعث المختارُ عبدُ الله بن كامل إلى عثمانَ بن خالد بن أسيرَ الدُّهمانيّ من جُهَينة، وإلى أبي أسماءَ بشْر بن سَوْط القابضيّ - وكانا ممَّن شَهِدا قتلَ الحسين، وكانا اشتركا في دم عبد الرّحمن بن عَقِيل بن أبي طالب وفي سَلبه - فأحاط عبدُ الله بنُ كامل عند العصر بمسجد بني دُهمان، ثم قال: عليّ مثل خطايا بني دُهمان منذ يوم خُلقوا إلى يوم يُبعَثون إن لم أوتَ بعثمانَ بن خالد بن أسير، إن لم أضرب أعناقكم من عند آخركم، فقلنا له: أمهلْنا نطلبه، فخرجوا مع الخيل في طلبه، فوجدوهما جالسَين في الجبَّانة - وكانا يريدان أن يخرجا إلى الجزيرة - فأتِيَ بهما عبدُ الله بن كامل، فقال: الحمد لله الَّذي كفى المؤمنين القتالَ، لو لم يجدوا هذا مع هذا عنَّانا إلى منزله في طلبه، فالحمد لله الَّذي حيّنك حتَّى أمكَن منك، فخرج بهما حتَّى إذا كان في موضع بئر الجعد ضربَ أعناقَهما، ثمّ رجع فأخبر المختارَ خبرَهما، فأمره أن يرجع إليهما فيحرقَهما بالنار، وقال: لا يُدفنان حتَّى يُحرَقا، فهذان رجلان، فقال أعشى همْدان يرثي عثمانَ الجُهَنيّ:
يا عَيْن بكّي فَتَى الفِتيان عُثمانَا ... لا يَبْعدَنَّ الفَتَى من آلِ دُهْمانَا
واذْكرْ فتىً ماجِدًا حُلوًا شَمائلُهُ ... ما مِثْلُهُ فارسٌ في آلِ هَمْدَانَا
قال موسى بن عامر: وبعث معاذ بن هانئ بن عديّ الكنديّ، ابن أخي حُجر، وبعث أبا عمرة صاحب حَرَسه، فساروا حتَّى أحاطوا بدار خَوْليّ بن يزيد الأصبحيّ وهو صاحبُ رأس الحسين الَّذِي جاء به، فاختبأ في مخرجه، فأمر معاذ أبا عَمْرَةَ أن يطلبَه في الدار، فخرجتْ امرأتهُ إليهم، فقالوا لها: أين