هكذا أوردها ابن جرير وفي السند إرسال (البداية والنهاية ٣/ ٢١١). قلنا: وأخرج البيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٥٢٤) بسنده إلى التابعي الجليل أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: (كانت أول خطبة خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أنه قام فيهم فحمد الله ... الحديث). وهو مختصر عن رواية الطبري ولقد أورد ابن كثير رواية البيهقي هذه كذلك وقال عقبها: وهذه الطريق أيضًا مرسلة إلّا أنها مقوية لما قبلها وإن اختلفت الألفاظ. (البداية والنهاية ٣/ ٢١٢). قلنا: وقد سبق أن ذكرنا طريقة تحقيقنا لتأريخ الطبري في أننا نعدل عن رأي الجمهور إلى شروط الشافعي في قبول الحديث المرسل، وقد تحقق شرط من شروطه هنا وهو قبول الحديث المرسل إذا اختلفت مخارجه وهو هنا كذلك. وقد عدلنا إلى قول الشافعي لأن هذه الرواية في السيرة وليس في الحلال والحرام والله أعلم.