للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصار إلّا دعاه أهلُها إلى النزول عندهم، وقالوا له: هَلمّ يا رسولَ الله! إلى العَدَد والعُدّة والمنَعة؛ فيقول لهم - صلى الله عليه وسلم -: خَلُّوا زِمامها فإنَّها مأمورة؛ حتى انتهى إلى موضع مسجده اليوم، فبرَكت على باب مسجده؛ وهو يومئذ مِرْبَدٌ لغلامين يتيمين من بني النّجار في حِجْر مُعاذ بن عَفْراء؛ يقال لأحدهما سهل وللآخر سهيل، ابنا عمرو بن عباد بن ثعلبة بن غنْم بن مالك بن النَّجار. فلما بركَتْ لم ينزل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وثبَتْ فسارتْ غيرَ بعيد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعٌ لها زمامها لا يثْنِيها به، ثم التفتت خلْفها، ثم رجعت إلى مَبْرَكِها أوّل مرة، فبركت فيه ووضعت جِرانَها، ونزل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاحتمل أبو أيوب رحله، فوضعه في بيته، فدعَتْه الأنصار إلى النزول عليهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المرءُ مع رحله. فنزل على أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب، في بني غَنْم بن النجّار. (٢: ٣٩٦).

قال أبو جعفر: وسألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المِرْبَد لمن هو؟ فأخبره مُعاذ بن عفراء، وقال: هو ليتيمين لي، سأرضيهما. فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُبْنى مسجدًا، ونزل على أبي أيّوب، حتى بني مسجدَه ومساكنه. وقيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اشترى موضعَ مسجده، ثم بناه (١). (٢: ٣٩٦).


(١) إسناده ضعيف إلى ابن إسحاق وكذلك رواه ابن هشام (مع اختلاف في صيغة الرواية) - عن ابن إسحاق معضلًا. وقد روى حديث: (دعوها فإنها مأمورة). عدد من أئمة الحديث والمغازي والسير فقد رواه البيهقي من طريق سعيد بن منصور ثنا عطاف بن خالد ثنا صديق بن موسى عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فاستناخت راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي وبين دار الحسن بن زيد. فأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله المنزل. فانبعثت به راحلته فقال: (دعوها فإنها مأمورة) ثم خرجت به حتى جاءت موضع المنبر فاستناخت ثم تحللت، وثم عريش كانوا يعرشونه ويعمرونه ويتبردون فيه، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن راحلته فيه فآوى إلى الظل. فأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله! إن منزلي أقرب المنازل إليك. فانقل رحلك إلي؟ قال: نعم. فذهب برحله إلى المنزل ثم أتاه رجل فقال: يا رسول الله أين تحلّ؟ قال: إن الرجل مع رحله حيث كان (البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ٢٠٠).
قلنا: وفي إسناده عطاف بن خالد وثقه ابن معين وابن حنبل وأبو داود وضعفه الدارقطني وابن حبان. وقال ابن عدي في الكامل (٥/ ٣٧٩ / ت ١٥٤٣): والعطاف روى عنه أهل المدينة وغيرهم ويروي قريبًا من مئة حديث كما قال أحمد بن حنبل. ولم أرَ بحديثه بأسًا إذا حدّث عنه ثقة. اهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>