للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقاتله، فجاء حتى نزل في عسكر الزّبير بن الماحُوز، فتزعم الخوارجُ أنّ عيْنًا لقَطَريّ جاءه فقال: سمعتُ عتَّابًا يقول: إنّ هؤلاء القومَ إنْ رَكِبوا بَناتِ شحَّاجِ، وقادُوا بَناتِ صهَّال، ونزلوا اليوم أرضًا وغدًا أخرى، فبالحَرِيّ أن يبقوا؛ فلمَّا بلغ ذلك قَطَريًّا خرج فذهب وخلّاهم (١). (٦/ ١٢٤ - ١٢٧).

قال أبو مخنَف: قال أبو زهير العبْسيّ وكان معهم: خرجْنا إلى قَطريّ من الغد مُشاةً مُصلتين بالسيوف؛ قال: فارتحلوا والله فكان آخر العهد بهم، قال: ثمّ ذهب قطَريّ حتَّى أتى ناحية كِرْمان فأقام بها حتَّى اجتمعت إليه جموع كثيرة، وأكل الأرض واجتبى المال وقوي، ثم أقبَل حتَّى أخذ في أرض أصبهان، ثم إنَّه خرج من شِعْب ناشِط إلى أيذَج، فأقام بأرضِ الأهواز والحارث بن أبي ربيعة عامل المُصَعب بن الزبير على البصرة، فكتب إلى مصعب يُخبره أنّ الخوارجَ قد تحدّرتْ إلى الأهْواز، وأنَّه ليس لهم إلا المهلّب، فبعث إلى المهلّب وهو على المَوْصِل والجزيرة، فأمرَه بقتال الخوارجِ والمَسير إليهم، وبعث إلى عمَله إبراهيمَ بنَ الأشتر، وجاء المهلَّب حتى قدِم البصرة، وانتَخَب الناس، وسار بمن أحَبّ، ثمّ توجَّه نحو الخَوارج، وأقبَلوا إليه حتَّى التقَوا بسُولَافَ، فاقتتلوا بها ثمانيةَ أشهُر أشدّ قِتال رآه الناس، لا يُنقع بعضهم لبعض من الطَّعن والضَّرب ما يَصُدّ بعضهم عن بعض (٢). (٦/ ١٢٧).

قال أبو جعفر: وفي هذه السَّنة كان القَحْطُ الشديدُ بالشام حتَّى لم يَقدِروا من شِدّته على الغَزْو.

وفيها عَسكر عبدُ الملك بنُ مروانَ ببُطنانِ حَبِيب من أرضِ قنَّسْرِين، فمُطِروا بها، فَكَثُر الوحل فسمَّوْها بُطْنان الطّين، وشَتَا بها عبدُ الملك، ثمّ انصرفَ منها إلى دِمشقَ.

وفيها قتل عبيد الله بن الحرّ. (٦/ ١٢٧).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>