للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق، فلمَّا أن دفعنا إلى هذه المسلَحة التي كانت بدَير الخرّارة فألحقْناهم بعسكر جماعتهم ورجعت المسالح الأخر حتى اجتمعت، منعها أهل العسكر دخول العسكر وقالوا لهم: قاتِلوا، وانضحوا عنكم بالنَّبل (١). (٦/ ٢٣١ - ٢٣٢).

قال أبو مخنف: وحدّثني جَرير بن الحسين الكنديّ، قال: كان على المَسلحَتيْن الأخْريَيْن عاصمُ بنُ حجر على الَّتي تلي حُلْوان، وواصلُ بن الحارث السَّكونيّ على الأخرى، فلمَّا أن اجتمعتْ المَسالحُ جَعل شبيبُ يَحْمل عليها حتَّى اضطرّها إلى الخندَق، ورَشَقَهم أهلُ العسكر بالنبل حتَّى ردّوهم عنهم، فلمَّا رأى شبيب أنَّه لا يصل إليهم قال لأصحابه: سِيروا ودَعُوهم، فمضى على الطريق نحو حُلْوان حتَّى إذا كان قريبًا من موضع قِباب حسين بن زُفر من بني بَدْر بن فزارة - وإنَّما كانت قبابُ حسين بن زُفَر بعد ذلك - قال: لأصحابه: انزلوا فاقضِموا وأصلِحوا نَبلَكم، وتروّحوا وصَلّوا ركعتين، ثمّ اركبوا؛ فنزلوا ففعلوا ذلك، ثمَّ إنَّه أقبل بهم راجعًا إلى عسكر أهل الكوفة أيضًا، وقال: سيروا على تعبيَتِكم الَّتي عبَّأتكم عليها بدير بِيرما أوّل الليل، ثمّ أطِيفوا بعسكرهم كما أمرتكم، فأقبلوا قال: فأقبلنا معه وقد أدخل أهل العسكر مَسالِحهم إليهم، وقد أمَّنونا فما شعروا حتى سمعوا وَقع حَوافِر خيولنا قريبًا منهم، فانتهينا إليهم قُبيلَ الصّبح فأحَطْنا بعسكرهم، ثم صيّحنا بهم من كلّ جانب، فإذا هم يُقاتلوننا من كلّ جانب، ويرموننا بالنَّبل، ثم إنّ شبيبًا بعث إلى أخيه مصاد وهو يقاتلهم من نحو الكوفة، أنْ أقبِل إلينا وخلِّ لهم سبيل الطريق إلى الكُوفة، فأقبل إليه، وترك ذلك الوجه، وجعلنا نقاتلهم من تلك الوجوه الثلاثة؛ حتَّى أصبحْنا، فأصبحنا ولم نستفل منهم شيئًا، فسرنا وتركناهم، فجعلوا يصيحون بنا: أين يا كلاب النار! أينَ أيَّتها العِصابة المارقة! أصبِحوا نخرجْ إليكم، فارتفعنا عنهم نحوًا من مِيل ونصف، ثم نزلْنا فصلّينا الغَداةَ، ثمّ أخذْنا الطريق على يراز الرُّوذ، ثمّ مَضينا إلى جَرجَرايا وما يليها، فأقبلوا في طلبنا (٢). (٦/ ٢٣٢ - ٢٣٣).

قال أبو مخنف: فحدّثني مولى لنا يُدعَى غاضرة أو قيصر، قال: كنت مع الناس تاجرًا وهم في طلب الحَرورّية، وعلينا الجَزْل بنُ سعيد، فجعل يتبعهم


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>