للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحقهم وهو يقاتِلُهم في الخيل (١). (٦/ ٢٣٤ - ٢٣٧).

قال هشام: وأخبرَني عمرُ بنُ بشير، قال: لمَّا نزل شبيب الدّير أمر بغَنم تُهيَّأ له، فصَعِد الدّهقان، ثمّ نزل وقد تغيَّر لونُه، فقال: مالك! قال: قد والله جاءك جمعٌ كثير؛ قال: أبلغ الشِّواءُ بعدُ؟ قال: لا، قال: دَعْه. قال: ثم أشرف إشرافةً أخرى، فقال: قد والله أحاطُوا بالجُوْسق قال: هات شِواءَك، فجعل يأكل غير مكترِث لهم، فلما فرغ توضّأ وصلَّى بأصحابه الأولى، ثمّ تقلَّد سَيفين بعدما لبس درْعه، وأخذ عمود حديد ثمّ قال: أسرجوا لي البغلة، فقال أخوه مصاد: أفي هذا اليوم تُسرَج بغلة! قال: نعم أسرِجوها، فرَكبها، ثم قال: يا فلان، أنت على المَيْمنَة وأنت يا فلان على الميسرة، وقال لمصاد: أنت في القلب، وأمر الدّهقان ففتح الباب في وجوههم، قال: فخرج إليهم وهو يحكّم، فجعل سعيد وأصحابه يرجِعون القَهقَري حتَّى صار بينهم وبين الدَّير نحوٌ من ميل.

قال: وجعل سعيد يقول: يا معشر هَمْدان، أنا ابن ذي مُرّان، إليّ إليّ.

ووجَّه سِرْبًا مع ابنه وقد أحسَّ أنَّها تكون عليه، فنظَر شبيب إلى مصاد فقال: أثكَلَنِيك الله إنْ لم أثكله ولَده، قال: ثمّ علاه بالعَمود، فَسَقَط ميتًا، وانهزم أصحابُه وما قُتِل بينهم يومئذ إلا قتيل واحد، قال: وانكشف أصحابُ سعيد بن مجالد حتَّى أتَوا الجَزْل، فناداهم الجزل: أيها الناس، إليّ إليّ، وناداهم عِياض بنُ ابي لينة: أيها الناس، إنْ يكن أميرُكم هذا القادمُ قد هلك فهذا أميرُكم الميمون النقيبة، أقبِلوا إليه، وقَاتِلوا معه؛ فمنهم من أقبل إليه، ومنهم من ركب رأسَه منهزمًا، وقاتل الجَزْلُ قتالًا شديدًا حتَّى صرع، وقاتل عنه خالدُ بن نهيك وعياض بن أبي لِينة حتَّى استنقَذاه وهو مُرْتَثّ، وأقبَل الناسُ منهزمين حتَّى دخلوا الكوفة، فأتِيَ بالجَزْل حتى أدخِل المدائن، وكُتب إلى الحجَّاج بن يوسف (٢). (٦/ ٢٣٧).

قال أبو مِخنف: حدّثني بذلك ثابتٌ مولى زُهير:

أمَّا بعد، فإني أخبر الأمير أصلَحه الله أني خرجت فيمن قبَلي من الجند الَّذي


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>