للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأثنى عليه ثمّ قال: أمَّا بعد يا أهل الكوفة، فلا أعزَّ الله من أراد بكم العِزّ، ولا نَصَر من أراد بكم النَّصْر، اخرُجوا عنَّا، ولا تَشهَدوا معنا قتال عدوّنا، الحقوا بالحيرة فانزلوا مع اليهود والنصارى، ولا تقاتلوا معنا، إلا من كان لنا عاملًا، ومن لم يكن شَهِدَ قتالَ عَتَّاب بنَ وَرقاء (١). (٦/ ٢٦٦).

قال أبو مخِنَف: فحدّثني فروة بن لقيط، قال: والله لَخرَجْنا نَتْبَع آثارَ الناس، فانتهى إلى عبد الرحمن بن محمَّد بن الأشعث ومحمَّد بن عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمْدانيّ وهما يَمشِيان كأني أنظر إلى رأس عبد الرحمن قد امتلأ طِينًا، فصددتُ عنهما، وكرهت أن أذْعَرَهما، ولو أني أوذِن بهما أصحاب شبيب لقُتِلا مكانَهما، وقلت في نفسي: لئن سُقْت إلى مِثلِكما من قومي القتلَ ما أنا برشيدِ الرأي؛ وأقبل شبيبٌ حتَّى نزل الصَّراة (٢). (٦/ ٢٦٦).

قال أبو مخنَف: فحدّثني موسى بن سوار أنّ شبيبًا خرج يريدُ الكوفَة فانتهى إلى سُورا، فندبَ الناس، فقال: أئكم يأتيني برأسِ عامل سُورا؛ فانتدب له بَطينٌ وقَعْنَب وسُوَيد ورجُلان من أصحابه، فساروا مُغِذِّين حتَّى انتهوا إلى دار الخَراج والعُمَّال في سَمَرَّجة فدخلوا الدارَ وقد كادُوا الخاسَ بأن قالوا: أجيبوا الأميرَ، فقالوا: أيّ الأمراء؟ قالوا: أميرٌ خرج من قِبَل الحجَّاج يريد هذا الفاسق شبيبًا، فاغترّ بذلك العامل منهم، ثم إنهم شَهروا السيوف وحكَّموا حين وصلوا إليه فضربوا عنقَه، وقبضوا على ما كان من مال، ولحقوا بشبيب، فلمَّا انتهوا إليه قال: ما الَّذي أتيتُمونا به؟ قالوا: جئناك برأس الفاسق وما وجدنا من مال، والمال على دابَّة في بُدوره، فقال شبيب: أتيتمونا بفِتنة للمسلمين، هلُمّ الحَرْبة يا غلام، فخرّق بها البُدور، وأمر فنُخِس بالدّابة والمالُ يتناثر من بدوره حتَّى وردت الصَّراة، فقال: إن كان بقي شَيء فاقذفه في الماء، ثمّ خرج إليه سُفْيان بن الأبرد مع الحجَّاج، وكان أتاه قبلَ خروجه معه، فقال: ابعَثْني أستقبِله قبل أن يأتيَك، فقال: ما أحِبّ أن نفترق حتى ألقاه في جماعتكم والكُوفةُ في ظهورنا والحصنُ في أيدينا (٣). (٦/ ٢٦٧).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>