أما تخمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعدد المشركين وتحديده بالألف فقد أخرج أحمد في المسند من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: (لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها، فأصابنا بها وعك، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخبّر عن بدر فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركون إليها فوجدنا فيها رجلين منهم رجل من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت، وأما مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره فأبى، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله: كم ينحرون من الجزر؟ قال: عشر لكل يوم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القوم ألف كل جزور لمئة ونيفها- أخرجه أبو داود (ح ٢٦٦٥) وأحمد في المسند (١/ ١١٧). والحاكم (٣/ ١٨٨) من حديث ابن عباس وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة (مجمع الزوائد ٦/ ٧٦). وصحح العلامة شاكر إسناده، وقال العمري: وفيه أبو إسحاق السبيعي مدلس ولكن العلة زالت لوروده من طريق أخرى (السيرة النبوية الصحيحة ٢/ ٣٥٧). أما قوله: (فقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبده). فكذلك أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق معلقًا (السيرة النبوية / ٢/ ٣٠٨). والله أعلم. * لقد ذكرنا الرواية (٢/ ٤٣٧ - ٤٣٩) س / ١٢٥ وتكملته في قسم الضعيف لضعف إسناده ومتنه سوى عبارة أخيرة في تكملة الرواية (٢/ ٤٣٩) وهي: (وبعث الله السماء فأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه منها ما لبّد الأرض ولم يمنعهم المسير) فقد ثبت بدليل الكتاب الكريم كما في قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: ١١]. وبوّب له البخاري في صحيحه / كتاب المغازي، ٤ - باب قوله تعالى: {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ... } [الأنفال: ٩ - ١٣] الفتح (٩/ ١٣). وكذلك جاء في رواية للإمام أحمد في مسنده (الفتح الرباني ٢١/ ٣٠). من حديث علي وهو يصف ليلة المعركة وفيه: (ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر).