للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى حين أَلقَى قُفْلَ كلِّ ظلامَةٍ ... وَأَطْلَقَ بالعَفْوِ الأَسيرَ المقَيَّدَا

وأَفْشى بِلَا مَنٍّ مع العَدْلِ فيهمُ ... أَيادِيَ عُرْفٍ باقِياتٍ وَعوَّدا

فأَذهَبَ رَوْعاتِ المخاوفِ عنْهُمُ ... وَأَصْدَرَ باغي الأَمْنِ فيهِمْ وَأَورَدا

وَأَجْدَى على الأَيتام فيهمْ بِعُرفِهِ ... فكانَ مِنَ الآباء أَحْنَى وَأَعْوَدا

إذا الناسُ رَامُوا غايَةَ الفَضل في النَّدَى ... وَفِي البأْس أَلفَوْها مِنَ النَّجْمِ أَبْعَدا

سما صاعِدًا بِالفَضل يحيى وخالدٌ ... إِلى كلِّ أَمر كانَ أَسْنَى وَأَمْجَدا

يَلين لِمَنْ أَعطى الخَليفَةَ طاعَةً ... ويُسْقِي دمَ العاصِي الحسامَ المهنّدَا

أَذلَّتْ معَ الشّرْكِ النّفاقَ سُيوفُهُ ... وَكانَتْ لأَهلِ الدّينِ عزًّا مُؤبَّدا

وَشدَّ القُوَى مِن بَيْعةِ المُصْطَفى الذي ... على فضلِهِ عَهْدَ الخليفَة قُلِّدَا

سميُّ النَّبيِّ الفاتحِ الخاتِم الذي ... بِهِ اللهُ أَعطى كلَّ خَيْر وَسَدَّدا

أَبَحْتَ جِبالَ الكابُلِيّ ولم تَدَعْ ... بِهنَّ لِنيرانِ الضَّلالَةِ مُوقَدا

فأَطْلَعتَها خَيْلًا وطِئنَ جُموعَهُ ... قتِيلًا ومَأْسورًا وَفَلًّا مُشرَّدا

وعادَت على ابنْ البَرْم نَعمَاكَ بعدَما ... تحَوَّبَ مخذولًا يَرَى المَوتَ مُفردا

وذكر العباس بن جرير، أن حفص بن مسلم - وهو أخو رزام بن مسلم، مولى خالد بن عبد الله القسريّ - حدّثه أنه قال: دخلت على الفضل بن يحيى مقدَمه خُراسان، وبين يديه بِدَرٌ تُفرّق بخواتيهما، فما فُضَّت بَدْرة منها، فقلت:

كفى اللهُ بِالفضل بن يحيى بن خالدٍ ... وَجُودِ يدَيهِ بَخْلَ كلِّ بخيل

قال: فقال لي مرْوان بن أبي حفصة: وددتُ أنِّي سبقتك إلى هذا البيت، وأن عليّ غرم عشرة آلاف درهم.

* * *

وغزا فيها الصّائفة معاوية بن زُفَر بن عاصم، وغَزا الشَّاتية فيها سليمان بن راشد، ومعه البيد بِطْريق صِقِلّيّة (١).


(١) انظر: البداية والنهاية (٨/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>