للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأمير المؤمنين والشكر لما كان منه في ذلك.

وقد نسخ لك أمير المؤمنين ذينك الشرطين اللذين كتبهما لأمير المؤمنينِ ابناه محمد وعبد الله في بطْن الكعبة في أسفل كتابه؛ هذا فاحمَدِ الله عزَّ وجلَّ على ما صنع لمحمد وعبد الله وليَّيْ عهد المسلمين حمدًا كثيرًا، واشكره ببلائه عند أمير المؤمنين وعند وليّ عهد المسلمين وعندك وعند جماعة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا.

واقرأ كتاب أميرِ المؤمنين على مَن قِبلك من المسلمين، وأفهمهم إيّاه وقُمْ به بينهم، وأثبته في الديوان قِبلك وقبَلَ قوّاد أمير المؤمنين ورعيته قِبلَك واكتب إلى أمير المؤمنين بما يكون في ذلك، إن شاء الله وحسبنا الله ونعم الوكيل وبه الحول والقوّة والطول.

وكتب إسماعيل بن صَبِيح يوم السبت لسبع ليال بَقِين من المحرّم سنة ست وثمانين ومائة (١).

قال: وأمر هارون الرشيد لعبد الله المأمون بمائة ألف دينار، وحملت له إلى بغداد من الرّقة.

* * *

قال وكان الرّشيد بعد مقتل جعفر بن يحيى بالعُمْر، صار إلى الرّقة، ثم قدم بغداد، وقد كانت توالتْ عليه الشكاية من عليّ بن عيسى بن ماهان من خُراسان وكثر عليه القوْل عنده، فأجمع على عَزْله من خُراسان، وأحبّ أن يكون قريبًا منه. فلما صار إلى بغداد شخص بعد مدّة منها إلى قَرْمَاسِين، وذلك في سنة تسع وثمانين ومائة، وأشخص إليها عدّة رجال من القضاة وغيرهم، وأشهدهم أنّ جميع ما له في عسكره من الأموال والخزائن والسّلاح والكُراع وما سواه أجمع لعبد الله المأمون، وأنه ليس فيه قليل ولا كثير بوجْه ولا سبب، وجدّد البيعة له علَى مَنْ كان معه، ووجّه هَرثمة بن أَعْيَن صاحب حَرَسه إلى بغداد، فأعاد أخذ


(١) علّق ابن كثير على هذه التفاصيل بقوله وقد أطال القول في هذا المقام الإمام أبو جعفر بن جرير وتبعه ابن الجوزي في كتاب المنتظم أيضًا [البداية والنهاية ٨/ ١١٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>