للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّ الخليفةَ - لا يُشكُّ - أَخوكُمُ ... لكنَّه في برمَكٍ لم يُولَدِ

نازعتموه رضاعَ أَكرم حُرَّةٍ ... مخلوقَةٍ من جَوْهرٍ وزبرجدِ

مَلكٌ له كانت يدٌ فَيَّاضَةٌ ... أَبدًا تَجودُ بطارفٍ وبمُتلَدِ

كانت يدًا للجودِ حتى غلَّها ... قَدَرٌ فأَضحى الجود مغلولَ اليدِ

وفيهم يقول سيف بن إبراهيم:

هوَت أَنجُمُ الجَدوَى وشَلَّت يدُ النَّدَى ... وغاضَت بُحورُ الجودِ بعدَ البرامِكِ

هوت أَنجمٌ كانت لأَبناء برمكٍ ... بها يعرِفُ الحادي طريقَ المسالكِ

وقال ابن أبي كريمة:

كلُّ مُعيرٍ أعِيرَ مَرتَبَةً ... بعدَ فتى برمكٍ على غَرَرِ

صالَت عليه من الزمان يدٌ ... كان بها صائلًا على البَشرِ

وقال العطويّ أبو عبد الرحمن:

أَمَا والله لولَا قولُ واشٍ ... وعَينٌ للخليفة لا تنامُ

لطُفْنَا حَوْلَ جِذعكَ واستلَمْنا ... كما للنَّاس بالحَجِر اسْتلامُ

علَى الدنيا وَساكنِها جميعًا ... وَدَوْلَةِ آل برمكٍ السّلامُ

وفي قتل جعفر قال أبو العتاهة:

قُولا لمنْ يَرْتَجِي الحياةَ أمَا ... في جَعْفرٍ عِبرَةٌ وَيَحياهُ!

كانَا وَزيرَيْ خليفة الله ها ... رونَ همَا ما هما خليلَاهُ

فذاكُم جعفرٌ برُمَّتِهِ ... في حالق رَأسُهُ ونِصفاهُ

والشيخُ يحيى الوزيرُ أَصبحَ قد ... نحَّاهُ عن نفْسِه وَأَقصاهُ

شُتِّتَ بعدَ التجميع شملُهُمُ ... فأَصْبَحُوا في البلاد قد تاهُوا

كذاكَ مَن يُسْخِطِ الإِلَه بما ... يُرضِي به العبدَ يَجزهِ اللهُ

سبْحانَ من دانَتِ الملوك له ... أَشهدُ أَن لا إله إِلا هُو

طُوبَى لمن تابَ بعدَ غِرَّتِهِ ... فتابَ قبلَ المماتِ، طُوبَاهُ!

* * *

قال: وفي هذه السنة هاجت العصبيّة بدمشق بين المضريَّة واليمانية، فوجَّه الرشيد محمد بن منصور بن زياد فأصلح بينهم.

وفيها زُلزلت المَصِّيصة فانهدم بعض سورها، ونضب ماؤهم ساعة الليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>