للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأتوه سِلْكان بن سلامة أبا نائلة، فجاءه فتحدَّث معه ساعة، وتناشدا شعرًا -وكان أبو نائلة يقول الشعر- ثم قال: ويحك يا بن الأشرف! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك، فاكتُم عليّ، قال: أفعل، قال: كان قدوم هذا الرّجل بلاءً [علينا] عادَتْنا العرب ورَموْنا عن قوسٍ واحدة، وقطعَتْ عنا السُّبُلُ حتى ضاع العِيَال، وجُهِدَتِ الأنفس، وأصبحنا قد جُهدنا وجُهد عيالُنا! فقال كعب: أنا ابن الأشرف، أما والله لقد كنتُ أخبرتك يا بنَ سلامة أنّ الأمْرَ سيصير إلى ما كنت أقول، فقال سلْكان: إني قد أردت أن تبيعنا طعامًا ونَرْهَنك ونُوثق ذلك، وتُحْسن في ذلك. قال: ترهنوني أبناءكم! فقال: لقد أردت أن تفضَحنَا! إن معي أصحابًا لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيَك بهم فتبيعهم، وتحسن في ذلك، ونرهنك من الحَلْقَةِ ما فيه لك وفاء - وأراد سِلْكان ألّا ينكر السلاح إذا جاؤوا بها - فقال: إنّ في الحلقة لوفاء، قال: فرجع سِلْكان إلى أصحابه، فأخبرهم خبَره، وأمرهم أن يأخذوا السلاح فينطلقوا فيجتمعوا إليه، فاجتمعوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١) (٢: ٤٨٧/ ٤٨٨ / ٤٨٩).

١١٣ / أ - حدَّثنا عليُّ بن عبد الله حدَّثنا سفيانُ قال عمروٌ: سمعتُ جابرَ بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: منْ لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله. فقام محمدُ بن مَسْلمة فقال: يا رسول الله، أتحِبُّ أنْ أقتُلَه؟ قال: نعم. قال: فائْذَنْ لي أن أقولَ شيئًا. قال: قل: فأتاهُ محمدُ بن مسلمةَ فقال: إنَّ هذا الرجلَ قد سألنا صدَقةً، وإنه قد عَنّانا، وإني قد أتيتُك أستسلِفُك قال: وأيضًا والله لتملنَّه. قال: إنا قد اتبَعْناهُ، فلا نحِبُّ أن نَدَعَهُ حتى ننظرَ إلى أيِّ شيءٍ يصيرُ شأنه، وقد أردْنا أن تُسلِفَنا وَسْقًا أو وَسْقَين - وحدَّثنا عمرو غيرَ مرة فلم يذكر "وسقًا أو وَسقين" أو فقلت له: فيه "وسقًا أو وسقين فقال: أرى فيه "وسقًا أو وسقين"- فقال: نعم. ارهَنُوني. قالوا: أيُّ شيء تريد؟ قال: ارْهَنُوني نساءَكم. قالوا: كيف نَرهَنُكَ نساءنا وأنتَ أجملُ العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم. قالوا: كيف نَرْهَنُكَ أبناءنا فيُسَبُّ أحُدهم فيقال: رُهِنَ بوَسْق أو وسقَين، هذا عارٌ علينا، ولكنّا نرهَنكَ اللأمَةَ. قال سفيان: يعني السلاحَ. فواعَدَهَ أن


(١) إسناده ضعيف ولكن أصل القصة في قتل كعب بن الأشرف صحيح، فقد أخرجه البخاري في صحيحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>