للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خارجيَّة، فقصد قصد القلب، فجمع سبعمائة رجل من الخوارزميّة، فيهم ميكائيل وسبسل وداود سياه.

قال أحمد بن هشام: قلنا لطاهر: نذكّر عليّ بن عيسى البيعة التي كانت، والبيعة التي أخذها هو للمأمون خاصّة على معاشر أهل خُراسان، فقال: نعم، قال: فعلّقناهما على رُمْحين، وقمت بين الصفين، فقلت: الأمان! لا ترمونا ولا نرميكم، فقال عليّ بن عيسى: ذلك لك، فقلت: يا عليّ بن عيسى، ألا تتقي الله! ! أليس هذه نسخة البيعة التي أخذَتَها أنت خاصّة! ! اتقّ الله فقد بلغتَ باب قبرِك، فقال: مَنْ أنت؟ قلت: أحمد بن هشام - وقد كان عليّ بن عيسى ضربه أربعمائة سوط - فصاح عليّ بن عيسى: يا أهلَ خُراسان، مَنْ جاء به فله ألف درهم. قال: وكان معنا قوم بخاريّة، فرموْه، وقالوا: نقتلك ونأخذ مالَك: وخرج من عسكره العباس بن اللّيْث مولى المهديّ، وخرج رجل يقال له حاتم الطائيّ، فشدّ عليه طاهر، وشدّ يدْيه على مقبض السيف، فضربه فصرعه [فقتله]، وشدّ داود سياه على عليّ بن عيسى فصرَعه، وهو لا يعرفه. وكان عليّ بن عيسى على بِرذَون أرْحَل، حمله عليه محمد - وذلك يُكرَه في الحرب ويدلّ على الهزيمة - قال: فقال داود: "ناري أسنان كتبتم". قال: فقال طاهر الصغير - وهو طاهر بن التاجيّ: عليّ بن عيسى أنت؟ قال: نعم، أنا عليّ بن عيسى، وظن أنه يُهاب فلا يقدَم عليه أحد، فشدّ عليه فذبحه بالسيف. ونازعهم محمد بن مقاتل بن صالح الرّاس، فنتف محمد خُصلة من لحيته، فذهب بها إلى طاهر وبشّره، وكانت ضربةُ طاهر هي الفتح، فسمّى يومئذ ذا اليمينين بذلك السبب لأنه أخذ السيف بيديه [جميعًا]. وتناول أصحابُه النشاب ليرمونا، فلم أعلم بقتل عليّ حتى قيل: قتِل والله الأمير. فتبعناهم فرسخيْن، وواقفونا اثني عشرة مرّة، كلّ ذلك نهزمهم، فلحقني طاهر بن التاجيّ، ومعه رأس عليّ بن عيسى، وكان آلى أن ينصب رأس أحمد عند المنبر الذي خَلَع عليه محمد، وقد كان عليّ أمر أن يهيأ له الغداء، بالرّيّ. قال: فانصرفتُ فوجدت عيْبَةَ عليّ فيها درّاعة وجبّة وغُلالة، فلبستها، وصلّيت ركعتين شكرًا لله تبارك وتعالى. ووجدنا في عسكره سبعمائة كيس، في كل كيس ألف درهم، ووجدنا عدّة بغال عليها صناديق في أيدي أولئك البخارية الذين شتموه، وظنّوا أنه مال، فكسروا

<<  <  ج: ص:  >  >>