للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد أَورَدُوا منهُ قناةً صليبةً ... بشَطبٍ يَمانيَّ ورمحِ رُدَيْني

رَجا في خِلافِ الحقِّ عِزًّا وِإمْرَةً ... فأَلبسهُ التأْمِيلُ خُفَّ حُنَين

وقيل: إن محمدًا لما صفح عن الحسين استوزره ودفع إليه خاتمه.

وقتل الحسين بن عليّ بن عيسى بن ماهان للنصف من رجب من هذه السنة في مسجد كوثر، وهو على فرسخ من بغداد في طريق النّهرين.

وجدّد البيعة لمحمد يوم الجمعة لست عشرة خلت من رجب من هذه السنة، وكان حبس الحسين محمدًا في قصر أبي جعفر يومين.

وفي الليّلة التي قتِل فيها حسين بن عليّ هرب الفضل بن الربيع (١).

وفي هذه السنة توجّه طاهر بن الحسين حين قدم عليه هَرْثمة من حُلوان إلى الأهواز، فقتَل عامل محمد عليها، وكان عامله عليها محمد بن يزيد المهلبيّ بعد تقديم طاهر جيوشًا أمامه إليها قبل انفصاله إليه لحربه.


(١) هذا الخبر الطويل استغرق الصفحات (٤٢٨ - ٤٢٩ - ٤٣٠ - ٤٣١ - ٤٣٢) ولبعضه ما يؤيده فقد ذكره غير واحدٍ مختصرًا فقد قال ابن قتيبة الدينوري:
(ووثب الحسين بن علي بن عيسى) في جماعة بـ (بغداد)، فدخل على (محمد) وهو في (الخُلد) وأخذه وحبسه في بُرج من أبراج مدينة (أبي جعفر)، فتقوّضت عساكر (محمد) من جميع الوجوه، وتغيّب (الفضلُ بن الربيع) يومئذ فلم يُرَ له أثر. حتى دخل (المأمون) (بغداد) فأرسل (الحُسين بن عليّ) إلى (هَرثمة) و (طاهِر) يحثُهما على الدخول إلى (بغداد) ووثب: (أسدٌ الحربيّ) وجماعة، فاستخرجوا (محمدًا) وولده، واعتذروا إليه. وأخذوا (الحُسين بن علي) فأَتوه به، فعفا عنه بعد أن اعترف بذنبه وتاب منه. وأقرّ أنه مَخدوع مَغرور، فأطلقه. فلما خرج من عنده وعبَر الجسر، نادى: يا مأمون! يا منصور! وتوجه نحو (هرثمة) وتوجهوا في طلبه فأدركوه بقرب نهر (تِير)، فقتلوه وأتوا (محمدًا) برأسه. [المعارف/ ١٩٦ - ١٩٧].
وكذلك أخرجه ابن عساكر مختصرًا جدًّا في [ترجمة الأمين/ تأريخ دمشق/ تر ٧١٠٠].
وأما هرب الفضل بن الربيع واختفاؤه بعد مقتل الحسين بن علي فكذلك ذكره الجهشياري إذ قال في كتابه [الوزراء والكتاب: ].
ولما رأى الفضل بن الربيع قوة أمر المأمون، واتصال ضعف محمد وتخليطه، وانفلال الناس عنه، وتَمَزق الأموال التي كانت في يده استتر في رجب من سنة ست وتسعين ومائة. [الوزراء والكتاب/ ٣٠٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>