(ووثب الحسين بن علي بن عيسى) في جماعة بـ (بغداد)، فدخل على (محمد) وهو في (الخُلد) وأخذه وحبسه في بُرج من أبراج مدينة (أبي جعفر)، فتقوّضت عساكر (محمد) من جميع الوجوه، وتغيّب (الفضلُ بن الربيع) يومئذ فلم يُرَ له أثر. حتى دخل (المأمون) (بغداد) فأرسل (الحُسين بن عليّ) إلى (هَرثمة) و (طاهِر) يحثُهما على الدخول إلى (بغداد) ووثب: (أسدٌ الحربيّ) وجماعة، فاستخرجوا (محمدًا) وولده، واعتذروا إليه. وأخذوا (الحُسين بن علي) فأَتوه به، فعفا عنه بعد أن اعترف بذنبه وتاب منه. وأقرّ أنه مَخدوع مَغرور، فأطلقه. فلما خرج من عنده وعبَر الجسر، نادى: يا مأمون! يا منصور! وتوجه نحو (هرثمة) وتوجهوا في طلبه فأدركوه بقرب نهر (تِير)، فقتلوه وأتوا (محمدًا) برأسه. [المعارف/ ١٩٦ - ١٩٧]. وكذلك أخرجه ابن عساكر مختصرًا جدًّا في [ترجمة الأمين/ تأريخ دمشق/ تر ٧١٠٠]. وأما هرب الفضل بن الربيع واختفاؤه بعد مقتل الحسين بن علي فكذلك ذكره الجهشياري إذ قال في كتابه [الوزراء والكتاب: ]. ولما رأى الفضل بن الربيع قوة أمر المأمون، واتصال ضعف محمد وتخليطه، وانفلال الناس عنه، وتَمَزق الأموال التي كانت في يده استتر في رجب من سنة ست وتسعين ومائة. [الوزراء والكتاب/ ٣٠٢].