للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره، وفقد ما كان عنده، وطلب الناس الأرزاق، فقال يومًا وقد ضجر مما يرد عليه: وددت أن الله عز وجل قتل الفريقين جميعًا، وأراح الناس منهم؛ فما منهم إلا عدو ممن معنا وممن علينا؛ أما هؤلاء فيريدون مالي؛ وأما أولئك فيريدون نفسي. وذكرت أبياتًا قيل إنه قالها:

تَفَرَّقُوا وَدَعونِي ... يَا مَعْشَرَ الأَعْوَانِ

فكُلُّكُمْ ذُو وُجوهٍ ... كَخلقة الإِنسان

وما أَرى غيرَ إفكٍ ... وتُرَّهاتِ الأَمانِي

ولستُ أَملك شيئًا ... فسائِلوا خُزّانى

فالويلُ لي ما دهاني ... من ساكنِ البُستانِ

قال: وضعف أمر محمد، وانتشر جنده وارتاع في عسكره، وأحس من طاهر بالعلو عليه وبالظفر به (١).

* * *

وحج بالناس في هذه السنة العباس بن موسى بن عيسى بتوجيه طاهر إياه على الموسم بأمر المأمون بذلك (٢).

وكان على مكة في هذه السنة داود بن عيسى.


(١) هذه الوقائع والأخبار والمعارك المتعددة والأبيات الشعرية ذكرها الطبري بتفاصيلها ولم نجد لها ذكرًا عند البسوي أو خليفة أو البلاذري أو الدينوريان أو غيرهم من المؤرخين المتقدمين الثقات والمعروفين بحيادهم العلمي والعقائدي، وانظر المنتظم (١٠/ ٦٣) وما بعدها والبداية والنهاية (٨/ ١٤٣ - ١٤٤) ولقد لخص الحافظ ابن كثير هذه الحوادث التي وقعت (كما ذكر الطبري) سنة (١٩٧ هـ) قائلًا: وانقضت هذه السنة بكمالها والناس ببغداد في قلاقل وزلازل وهيشات وقتال وحصار وحرق وغرق وسرق فإنا لله وإنا إليه راجعون [البداية والنهاية ٨/ ١٤٤].
(٢) وكذلك قال خليفة (٣٠٩) والبسوي في المعرفة والتأريخ (١/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>