للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مشتغلًا بوجوه كثيرة يقاتل منها أصحاب محمد، فأوقع بهم فيها وقعة صعبة، وغرق في الصراة بشر كثير، وقتل آخرون، فقال في هزيمة طاهر في أول [يوم] عمر والوراق:

نَادَى مُنَادِي طَاهِرٍ عِنْدَنَا ... يا قومُ كُفُّوا واجْلِسُوا في الْبُيُوتْ

فَسَوْفَ يَأْتِيكمْ غَدٌ فاحْذَرُوا ... [ليتًا هريتَ الشدق فيه عُيُوتْ]

فثارتِ الغوغاءُ في وَجْهِهِ ... بَعْدَ انتِصَافِ اللَّيْلِ قَبْلَ الْقُنُوتْ

في يومِ سبتٍ تَرَكُوا جَمْعَهُ ... فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ سُمودًا خُفُوتْ

وقال في الوقعة التي كانت على أصحاب محمد:

كم قتيل قد رأَينا ... ما سأَلْنَاهُ لأَيشِ

دَارِعًا يَلْقَاهُ عُرْيَانٌ ... بجهلِ وِبطيش

إن تلقَّاهُ بِرُمْحٍ ... يتلقَّاهُ بِفيْش

حَبشيًّا يَقتُلُ النَّاسَ ... على قِطْعَةِ خَيْشِ

مُرتَدٍ بالشَّمْس راضٍ ... بالمُنَى مِن كلِّ عيشِ

يَحْمِلُ الْحَمْلَةَ لا يَقْتل ... إلَّا رَأسَ جَيْش

كعلي أَفَراهَمَرْدٍ ... أَو عَلاءٍ أَو قُرَيشُ

احْذَرِ الرّميةَ ياطا ... هرُ من كف الحُبيشِي

وقال أيضًا عمرو الوراق في ذلك:

ذَهَبَتْ بَهْجَةُ بَغْدَا ... دَ وَكَانَتْ ذَاتَ بَهْجَهْ

فَلَها فِي كلِّ يَوْمٍ ... رجَّةٌ منْ بَعْدِ رجّهْ

ضجَّتِ الأَرضُ إِلى الله ... مِنَ المُنْكَرِ ضَجَّهْ

أَيّها المقتولُ مَا أَنت ... عَلى دِينِ المحَجَّهْ

لَيْتَ شِعْرِى ما الَّذِي نِلتَ ... ووَقدْ أَدْلجتَ دَلجهْ

أَإِلى الفردوس وُجِّهتَ ... أَمِ النَّارِ تُوجَّه

حجر أرداك أم أر ... ديت قسرًا بالأَزِجّه

إِن تكُنْ قَاتَلْتَ بِرًّا ... فعليْنَا أَلفُ حَجَّهْ

وذكر عن علي بن يزيد أن بعض الخدم حدثه أن محمدًا أمر ببيع ما بقى في الخزائن التي كانت أنهبت، فكتم ولاتها ما فيها لتسرق، فتضايق على محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>