للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيُّ دهْرٍ نحنُ فيهِ ... مَاتَ فِيهِ الكُبَراءُ

هذهِ السّفْلَةُ والغَوْ ... غاءُ فينا أُمناءُ

ما لنا شيءٌ من الأَشـ ... ـياء إلَّا ما يشاءُ

ضجَّت الأَرض وقد ضجَّت ... إلى الله السَّماءُ

رُفع الدِّينُ وقد ها ... نت على الله الدِّماءُ

يا أبا مُوسى لك الخيـ ... راتُ قَدْ حَانَ اللِّقَاءُ

هاكَها صرْفًا عُقارًا ... قد أتاك النُّدماء

وقال أيضًا عمرو الوراق في ذلك:

إذا ما شِئتَ أن تُغْضِـ ... ـبَ جنديًّا وتستامرْ

فقل: يا معشر الأَجنا ... دِ قد جاءَكُمُ طاهِرْ

* * *

قال وتحصن محمد بالمدينة هو ومن يقاتل معه، وحصره طاهر وأخذ عليه الأبواب، ومنع منه ومن أهل المدينة الدقيق والماء وغيرهما.

فذكر عن الحسين بن أبي سعيد أن طارقًا الخادم - وكان من خاصة محمد، وكان المأمون بعد مقدمه أخبره أن محمدًا سأله يومًا من الأيام وهو محصور، أو قال في آخر يوم من أيامه، أن يطعمه شيئًا - قال: فدخلت المطبخ فلم أجد شيئًا، فجئت إلى جمرة العطارة - وكانت جارية الجوهر - فقلت لها: إن أمير المؤمنين جائع، فهل عندك شيء، فإني لم أجد في المطبخ شيئًا؟ فقالت لجارية لها يقال لها بنان: أي شيء عندك؟ فجاءت بدجاجة ورغيف، فأتيته بهما فأكل، وطلب ماء يشربه فلم يوجد في خزانة الشراب، فأمسى وقد كان عزم على لقاء هرثمة؛ فما شرب ماء حتى أتى عليه.

وذكر عن محمد بن راشد أن إبراهيم بن المهديّ أخبره أنه كان نازلًا مع محمد المخلوع في مدينة المنصور في قصره بباب الذهب، لما حصره طاهر. قال: فخرج ذات ليلة من القصر يريد أن يتفرج من الضيق الذي هو فيه، فصار إلى قصر القرار - في قرن الصراة، أسفل من قصر الخلد - في جوف الليل، ثم أرسل إليَّ فصرت إليه، فقال: يا إبراهيم، أما ترى طيب هذه الليلة، وحسن القمر في

<<  <  ج: ص:  >  >>