للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هارون للنصف من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وحج بالناس في هذه السنة التي ولى فيها داود بن عيسى بن موسى، وهو على مكة وأبو البختري على ولايته، وبعد ولايته بعشرة أشهر وخمسة أيام وجَّه عصمة ابن أبي عصمة إلى ساوة، وعقد ولايته لابنه موسى بولاية العهد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول؛ وكان على شُرَطِه علي بن عيسى بن ماهان.

وحج بالناس سنة أربع وتسعين ومائة علي بن الرشيد، وعلى المدينة إسماعيل بن العباس بن محمد، وعلى مكة داود بن عيسى، وكان بين أن عقد لابنه إلى التقاء علي بن عيسى بن ماهان وطاهر بن الحسين وقتل علي بن عيسى بن ماهان سنة خمس وتسعين ومائة سنة وثلاثة أشهر وتسعة وعشرون يومًا. قال: وقتل المخلوع ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم، قال: فكانت ولايته مع الفتنة أربع سنين وسبعة أشهر وثلاثة أيام.

ولما قتل محمد ووصل خبره إلى المأمون في خريطة من طاهر يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة أظهر المأمون الخبر، وأذن للقواد فدخلوا عليه. وقام الفضل بن سهل فقرأ الكتاب بالخبر، فَهُنِّئ بالظفر، ودعوا الله له. وورد الكتاب من المأمون بعد قتل محمد على طاهر وهرثمة بخلع القاسم بن هارون، فأظهرا ذلك، ووجها كتبهما به، وقرى الكتاب بخلعه يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائة، وكان عمر محمد كله - فيما بلغني - ثمانيًا وعشرين سنة (١).


(١) كعادتنا في تحقيقنا لروايات الطبري فإننا نقارنها في هذه المسائل بما كتب خليفة بن خياط وهو مؤرخ متقدم ثقة محايد كتب التأريخ على النظام الحولي وسبق الطبري في ذلك وإذا كان الطبري قد فاق على خليفة بذكر التفاصيل والدقائق فإن خليفة قد فاق عليه بتجنب المبالغات والزيادات والروايات الموضوعة والأخبار الكاذبة.
قال خليفة: ولد المخلوع ببغداد سنة سبعين ومائة وقتل ببغداد في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثمان وعشرين وكانت ولايته إلى أن خلع ودعي بالخلافة للمأمون بخراسان وخلع بالعراق والحجاز بعد ذلك سنتين فكانت ولايته إلى أن قتل أربع سنين وثمانية أشهر واستقامت لأمير المؤمنين عبد الله المامون (تأريخ خليفة/ ٣١٠).
وأخرج الحافظ ابن عساكر بسنده المتصل عن إسماعيل بن علي الحظي .. فكانت خلافة محمد الأمين منذ ورد الخبر عليه وهو ببغداد بوفاة هارون الرشيد، وسلم عليه بالخلافة إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>