للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبطًا أنزع أبيض صغير العينين أقنى، جميلًا، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين. وكان مولده بالرصافة.

* * *

وذكر أن طاهرًا قال حين قتله:

قَتَلتُ الخليفةَ في دارهِ ... وأَنهبْتُ بالسَّيْف أَموالَه

وقال أيضًا:


= يوم قتل ببغداد على يدي طاهر بن الحسين أربع سنين وسبعة أشهر وأحد عشر يومًا، ومنذ يوم توفي الرشيد إلى يوم وصل الخبر إلى الأمين اثنا عشر يومًا، فصفا الأمر لمحمد الأمين سنتين وأشهرًا، وكانت الفتنة والحرب بينه وبين المأمون سنتين وخمسة أشهر أول ذلك عند تسيير محمد الجيوش مع علي بن عيسى بن ماهان من بغداد إلى خراسان لحرب المأمون عند فساد الأمر بينه وبينه، وخلعه إياه من العهد الذي كان له بعد وتوجيه المأمون بطاهر بن الحسين في الجيش لتلقي علي بن عيسى ومحاربته فوصل علي بن عيسى بمن معه من الجيش إلى الري، ووافاه طاهر بن الحسين بمن معه فالتقوا بأكناف الري، فقتل علي بن عيسى وانفض عسكره ذلك يوم الجمعة لأربع بقين من شوال سنة خمس وتسعين ومائة، فقوي أمر المأمون عند ذلك بخراسان وسلم عليه بالخلافة، وضعف أمر محمد ولم يزل في سفال وإدبار، وجيوش المأمون تدق أصحابه في الملاد وتنفيهم عنها، وتغلّب المأمون عليها، ويدعى له بها إلى أنصار طاهر بن الحسين صاحب جيش المأمون وهرثمة بن أعين إلى مدينة السلام، فحصرا محمدًا فكان طاهر من الجانب الغربي، وهرثمة من الجانب الشرقي إلى أن قتل محمد ببغداد على يدي هرثمة ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان بين ورود طاهر إلى أكناف بغداد وشغب أهل الحربية على محمد وإدخالهم طاهر إلى بغداد وإحاطته بمحمد وحصره إياه في مدينة أبي جعفر إلى يوم قتله أربعة عشر شهرًا وسبعة عشر يومًا تأريخ [دمشق/ تر ٧١٠٠].
وانظر البداية والنهاية (٨/ ١٤٤) فقد قال قتل (أي الأمين) ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم يعني سنة ثمان وتسعين ومائة وقال أيضًا وكانت ولايته أربع سبعين وسبعة أشهر وثمانية أيام.
وأخرج ابن عساكر بسنده المتصل إلى أبي حفص الفلاس قال: ( .. فملك محمد أربع سنين وسبعة أشهر وعشرين ليلة ثم قتله طاهر ببغداد ليلة الأحد لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة (تأريخ دمشق/ تر ٧١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>