وقال ابن قتيبة الدينوري: وصار أهل بغداد إلى إبراهيم بن المهدي فبايعوه بيعة الخلافة (المعارف/ ١٩٧). وقد قال الجهشياري نحوًا مما قال الطبري فأجمل الأسباب والوقائع التي أدت بالنتيجة إلى بيعة الناس إبراهيم بن المهدي فقال: وكان إبراهيم بن المهدي يتقلد البصرة من قبل المأمون، وكاتبه إبراهيم بن نوح بن أبي نوح. وكان المأمون جدّ في تجدبد العهد لعليّ بن موسى بن جعفر، وتقدّم إلى الفضل بأخذ البَيْعَة على الناس، والكِتاب إلى الأقاليم في إبطال السواد، وكتبَ الفضل بن سهل إلى الحسن يعلمه ذلك، ويأمره بطرح لبس السواد، وأن يلبس الخُضْرة، ويجعل الأعلام والقلانس خُضْرًا، ويطالب الناس بذلك، ويكاتب فيه جميع عُمّاله. فكتب الحسن إلى عيسى بن أبي خالد بذلك، فدعا عيسى أهل بغداد، وعرفهم ما كتب به الحسن، فبعض أجاب، وبعض امتنع، ودب الهاشميون بعضهم إلى بعض، وخلعوا المأمون، وعقدوا الأمر لإبراهيم بن المهديّ في يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحِجَّة سنة إحدى ومئتين؛ وكان القيّم بأمره عيسى بن محمد بن أبي خالد، فكان من أمره ما كان (الوزراء والكتاب/ ٣١٢).