للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن يتكلم أجابه هؤلاء، فلم يُصَلّ بهم تلك الجمعة صلاة الجمعة، ولا خطب أحد، إنما صلى الناس أربم ركعات ثم انصرفوا؛ وذلك يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة إحدى ومائتين.

وفي هذه السنة افتتح عبد الله بن خُرْداذْبه وهو والي طَبرستان اللارز والشيرز، من بلاد الديلم، وزادهما في بلاد الإسلام، وافتتح جبال طبرستان، وأنزل شهريار بن شَروين عنها، فقال سلّام الخاسر:

إِنا لنَأْمُلُ فتْحَ الرومِ والصِّين ... بمن أَدال لنا من مُلك شَرْوِينِ

فاشدُدْ يديك بِعبدِ اللهِ إِنَّ لهُ ... مع الأَمانةِ رأْيٌ غيرُ مَوهُونِ (١)

وأشخص مازيار بن قارن إلى المأمون، وأسر أبا ليلى ملك الديلم بغير عهد في هذه السنة.

وفيها مات محمد بن محمد صاحب أبي السرايا.

وفيها تحرّك بابك الخرَّميّ في الجاويذَانيّة أصحاب جاويذان بن سهل، صاحب البذّ، وادّعى أن رُوح جاويذان دخلت فيه، وأخذ في العيْث والفساد.

وفيها أصابَ أهلَ خراسان والريّ وإصبهان مجاعة، وعزَّ الطعام، ووقع الموت.

* * *

وحجّ بالناس فيها إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي (٢).


(١) هكذا ذكر الطبري وفي نسبة هذا الشعر إلى سلامة الخاسر - يوم أن وقع هذا الفتح - نظرًا لأن الطبري ذكر هذا الفتح ضمن أحداث سنة (٢٠١ هـ) بينما ذكر ابن الجوزي في المنتظم أن سلامًا هذا توفي سنة (١٨٦ هـ).
وانظر تعليق ابن كثير في البداية والنهاية (٨/ ١٤٩).
(٢) وكذلك قال خليفة في تأريخه (٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>