للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه قد صيّره مكانه. ووصل الكتاب بذلك إلى الحسن في شهر رمضان، فلم يزل الحسن وأصحابه حتى أدركت الغلّة وجُبيَ بعض الخراج، ورحَل المأمون من سَرخَسْ نحو العراق يوم الفطْر، وكان إبراهيم بن المهديّ بالمدائن وعيسى وأبو البطّ وسعيد بالنيل وطرنايا يراوحون القتال ويغادونه؛ وقد كان المطلب بن عبد الله بن مالك بن عبد الله قدِم من المدائن، فاعتلّ بأنه مريض، وجعل يدعو في السرّ إلى المأمون؛ على أن المنصور بن المهديّ خليفة المأمون، ويخلعون إبراهيم، فأجابه إلى ذلك منصور وخزيمة بن خازم وقوّاد كثير من أهل الجانب الشرقيّ، وكتب المطلب إلى حُميد وعليّ بن هشام أن يتقدّما فينزل حُميد نهر صرصر وعليّ النهروان؛ فلما تحقق عند إبراهيم الخبر خرج من المدائن إلى بغداد، فنزل زَنْدَوردْ يوم السبت لأربع عشرة خلت من صفر، وبعث إلى المطلب ومنصور وخزيمة، فلما أتاهم رسولُه اعتلّوا عليه؛ فلما رأى ذلك بعث إليهم عيسى بن محمد بن أبي خالد وإخوته؛ فأما منصور وخزيمة فأعطوْا بأيديهما، وأما المطلب فإن مواليه وأصحابه قاتلوا عن منزله حتى كثر الناس عليهم، وأمر إبراهيم مناديًا فنادى: من أراد النهب فليأت دار المطّلب، فلما كان وقت الظهر وصلوا إلى داره، فانتهبوا ما وجدوا فيها، وانتهبوا دورَ أهل بيته، وطلبوه فلم يظفروا به، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت من صفر.

فلما بلغ حميدًا وعلي بن هشام الخبر بعث حميد قائدًا فأخذ المدائن، وقَطَع الجسر، ونزل بها، وبعث عليّ بن هشام قائدًا فنزل المدائن، وأتى نهر دَيَالى فقطَعه، وأقاموا بالمدائن، وندم إبراهيم حيث صنع بالمطّلب ما صنع، ثم لم يظفر به.

* * *

وفي هذه السنة تزوّج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل.

وفيها زوّج المأمون عليّ بن موسى الرضِيّ ابنته أم حبيب، وزوّج محمد بن عليّ بن موسى ابنته أم الفضل (١).


(١) انظر الخبر في البداية والنهاية (٨/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>