ابن عبد الله في ذلك، فإنه مَنْ كان شأنَه شأنه، وكانت رغبته في الدّينار والدرهم رغبته، فليس بمستنكَر أن يبيع إيمانَه طمعًا فيهما، وإيثارًا لعاجل نفعهما، وأنه مع ذلك القائل لعليّ بن هشام ما قال، والمخالف له فيما خالفه فيه؛ فما الذي حال به عن ذلك ونقله إلى غيره!
وأما الزّياديّ، فأعلمه أنه كان منتحلًا، ولا كأوّل دَعيٍّ كان في الإسلام خولف فيه حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان جديرًا أن يسلك مسلَكه، فأنكر أبو حسّان أن يكون مولىً لزياد أو يكون مولىً لأحد من الناس؛ وذُكر أنه إنما نسب إلى زياد لأمر من الأمور.
وأما المعروف بأبي نصر التمّار؛ فإن أمير المؤمنين شبّه خسَاسة عقله بخساسة متجره.
وأما الفضل بن الفرُّخَان، فأعلمه أنه حاول بالقول الذي قاله في القرآن أخذ الودائع التي أودعها إياه عبد الرحمن بن إسحاق وغيره تربُّصًا بمن استودعه، وطمعًا في الاستكثار لما صار في يده، ولا سبيلَ عليه عن تقادم عهده، وتطاول الأيام به، فقلْ لعبد الرحمن بن إسحاق: لا جزاك الله خيرًا عن تقويتك مثل هذا واتِّمانك إياه، وهو معتقد للشرك منسلخ من التوحيد.
وأما محمد بن حاتم وابن نوح والمعروف بأبي معمَر، فأعلمهم أنهم مشاغيل بأكل الرّبا عن الوقوف على التوحيد، وأن أمير المؤمنين لو لم يستحلّ محاربتهم في الله ومجاهدتهم إلا لإربائهم، وما نزل به كتاب الله في أمثالهم، لاستحلّ ذلك، فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شرْكًا، وصار للنصارى مثلًا!
وأما أحمد بن شجاع؛ فأعلمه أنك صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجتَه من المال الذي كان استحلّه من مال عليّ بن هشام؛ وأنه ممّن الدينار والدرهم دينُه.
وأما سَعدويه الواسطيّ، فقل له: قبح الله رجلا بلغ به التَصنّع للحديث، والتزين به، والحِرْص على طلب الرئاسة فيه: أن يتمنّى وقت المحنة، فيقول بالتقرّب بها متى يمتحن، فيجلس للحديث!
وأما المعروف بسجّادة، وإنكاره أن يكون سمع ممّن كان يجالس من أهل