القرآن مخلوق، وادّعى من تركه الكلام في ذلك واستعهاده أميرَ المؤمنين؛ فقد كذب بشر في ذلك وكفر، وقال الزور والمنكر، ولم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك ولا في غيره عهدٌ ولا نظرٌ أكثر من إخباره أميرَ المؤمنين من اعتقاده كلمةَ الإخلاص، والقول بأنّ القرآن مخلوق، فادعُ به إليك، وأعلمه ما أعلمك به أميرُ المؤمنين من ذلك، وأنصِصه عن قوله في القرآن، واستتبْه منه؛ فإنّ أمير المؤمنين يرى أن تستتيب مَن قال بمقالته؛ إذ كانت تلك المقالة الكفر الصّراح، والشّرْك المحض عند أمير المؤمنين؛ فإن تاب منها فأشهر أمره، وأمسك عنه؛ وإن أصرّ على شركه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقًا بكفره وإلحاده، فاضرب عنقه، وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه؛ إن شاء الله.
وكذلك إبراهيم بن المهديّ فامتحنه بمثل ما تمتحن به بشرًا؛ فإنه كان يقول بقوله. وقد بلغت أميرَ المؤمنين عنه بوالغ؛ فإن قال: إنّ القرآن مخلوق فأشهرْ أمره واكشفه؛ وإلّا فاضرب عنقه وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه؛ إن شاء الله.
وأما عليّ بن أبي مقاتل، فقلْ له: ألستَ القائل لأمير المؤمنين؛ إنّك تُحلّل وتحرّم، والمكلّم له بمثل ما كلّمته به؛ مما لم يذهب عنه ذكره!
وأما الذيّال بن الهيثم؛ فأعلمه أنه كان في الطعام الذي كان يسرقه في الأنبار وفيما يستولي عليه من أمر مدينة أمير المؤمنين أبي العباس ما يشغله؛ وأنّه لو كان مقتفيًا آثار سلفه، وسالكًا مناهجهم، ومحتذيًا سبيلهم لما خرج إلى الشرك بعد إيمانه.
وأما أحمد بن يزيد المعروف بأبي العوّام، وقوله إنه لا يحسن الجواب في القرآن، فأعلمه أنه صبيّ في عقله لا في سنّه، جاهل، وأنه إن كان لا يحسن الجواب في القرآن فسيُحسنه إذا أخذه التأديب، ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك؛ إن شاء الله.
وأما أحمد بن حنبل وما تكتب عنه؛ فأعلمه أنّ أمير المؤمنين قد عرف فحوى تلك المقالة وسبيله فيها، واستدلّ على جهله وآفته بها.
وأما الفضلُ بن غانم، فأعلمه أنه لم يخفَ على أمير المؤمنين ما كان منه بمصر، وما اكتسب من الأموال في أقلّ من سنة، وما شجرَ بينه وبين المطّلب