مصعب، وتقدم إليه عبد الله ألا يضرب على يدي قارن في شيء يريده، وصار الحسن بن الحسين إلى خُرّماباذ، فأتاه محمد بن موسى بن حفص وأحمد بن الصُّقير، فتناطروا سرًّا، فجزاهما خيرًا، وكتب هو إلى قوهيار، فوافى خُرّماباذ، وصار إلى الحسن، فبره وأكرمه وأجابه إلى كل ما سأل، واتعدا على يوم، ثم صرفه وصار قوهيار إلى مازيار، فأعلمه أنه قد أخذ له الأمان، واستوثق له، وكان الحسين بن قارن قد كاتب قوهيار من ناحية محمد بن إبراهيم بن مصعب، وضمن له الرغائب عن أمير المؤمنين، فأجابه قوهيار، وضمن له ما ضمن لغيره، كل ذلك ليردهم عن الحرب ومال إليه، فركب محمد بن إبراهيم من مدينة آمُل، وبلغ الحسن بن الحسين الخبر.
فذكر عن إبراهيم بن مهران أنه كان يتحدث عند أبي السعدي، فلما قرب وكان طريقه على باب مضرب الحسن، قال: فلما حاذيتُ مضربه؛ إذا بالحسن الزوال انصرف يريد منزله راكب وحده، لم يتبعه إلّا ثلاثة غلمان له أتراك، قال: فرميت بنفسي، وسلمت عليه، فقال: اركب؛ فلما ركبت قال: أين طريق آرُم؟ قلت: هي على هذا الوادي، فقال لي: امض أمامي، قال: فمضيتُ حتى بلغت دربًا على ميلين من آرُم، قال: ففزعت، وقلت: أصلح الله الأمير! هذا موضع مَهُول، ولا يسلكه إلا ألف فارس؛ فأرى لك أن تنصرف ولا تدخله. قال: فصاح بي: امض. فمضيت وأنا طائش العقل، ولم نر في طريقنا أحدًا حتى وافينا آرم، فقال لي: أين طريق هُرْمزداباذ؟ قلت: على هذا الجبل في هذا الشَّراك. قال: فقال لي: سر إليها، فقلت: أعز الله الأمير! الله الله في نفسك وفينا وفي هذا الخلق الذي معك! قال: فصاح بي: امض يا ابن اللخناء، قال: فقلت له: أعزك الله! اضرب أنت عنقي؛ فإنه أحب إلي من أن يقتلني مازيار، ويلزمني الأمير عبد الله بن طاهر الذنب.
قال: فانتهرني حتى ظننت أنه سيبطش بي، ومضيت وأنا خليع الفؤاد، وقلت في نفسي: الساعة نؤخذ جميعًا، أو نوقَف بين يدي مازيار فيوبِّخني، ويقول: جئت دليلا عليّ! فبينا نحن كذلك إذْ وافينا هرمزداباذ مع اصفرار الشمس، فقال لي: أين كان سجن المسلمين هاهنا؟ فقلت له: في هذا الموضع.
قال: فنزل فجلس ونحن صيام، والخيل تلحقنا متقطعة، وذلك أنه ركب من