للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّبض جاء إلى إسحاقَ بن إبراهيم بن مصعب، فقال: أنا أدلّك على أصحاب أحمد بن نصر، فوجّه معه من يتبعهم؛ فلمّا اجتمعوا وجدوا على القصّار سببًا حبسوه معهم؛ وكان له في المِهْرزار نخل، فقُطع وانتُهبَ منزله؛ وكان ممن حُبس بسببه قوْم من ولد عمرو بن اسفنديار، فماتوا في الحبس؛ فقال بعض الشعراء في أحمد بن أبي دواد:

ما إنْ تحوّلتَ من إيادِ ... صِرْتَ عذابًا على العبادِ

أصنتَ كما قلتَ من إيادِ ... فارْفقْ بهذا الخلقِ يا إيادِي

* * *

وفي هذه السنة أرأد الواثق الحجّ، فاستعدّ له، ووجّه عمر بن فرَج إلى الطريق لإصلاحه، فرجع فأخبره بقلّة الماء فبدا له.

وحجّ بالناس فيها محمد بن داود بن عيسى (١).

وفيها ولّى الواثق جعفر بن دينار اليمن، فشخص إليها في شعبان، وحجّ هو وبُغا الكبير، وعلى أحداث الموسم بُغا الكبير؛ وكان شخوص جعفر إلى اليمن في أربعة آلاف فارس وألفي راجل وأعطى رزق ستة أشهر.

وعقد محمد بن عبد الملك الزيات لإسحاق بن إبراهيم بن أبي خمَيصة مولى بني قُشير من أهل أضاخ فيها على اليمامة والبحرين وطريق مكة، مما يلي البصرة في دار الخلافة؛ ولم يذكر أن أحدًا عقد لأحد في دار الخلافة إلّا الخليفة غير محمد بن عبد الملك الزيّات.

وفي هذه السنة نقب قوم من اللصوص بيت المال الذي في دار العامّة في جوف القصر، وأخذوا اثنين وأربعين ألفًا من الدراهم؛ وشيئًا من الدنانير يسيرًا، فأخذوا بعدُ وتتبع أخذهم يزيد الحلوانيّ، صاحب الشرطة خليفة إيتاخ.

وفيها خرج محمد بن عمرو الخارجيّ من بني زيد بن تغلب في ثلاثة عشر رجلًا في ديار ربيعة، فخرج إليه غانم بن أبي مسلم بن حُميد الطوسيّ، وكان على حرب الموصل في مثل عدّته، فقتل من الخوارج أربعة، وأخذ محمد بن


(١) وقال البسوي حجّ بنا محمد بن داود بن عيسى [المعرفة ١/ ٧٢] وانظر تأريخ خليفة (٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>