ولإبراهيم المؤيد بالله ابن أمير المؤمنين على أبي عبد الله المعتّز بالله ابن أمير المؤمنين - إذا أفضت الخلافة إليه، وإبراهيم المؤيد بالله مقيم بالشام - أن يُقرّه بها أو كان بحضرته، أو كان غائبًا عنه، أن يمضيَه إلى عمله من الشأم، ويسلّم إليه أجنادَها وولايتها وأعمالها كلها، ولا يعوّقه عنها، ولا يحبسه قِبلَه ولا في شيء من البلدان دونها، وأن يُعجّلَ إشخاصه إليها واليًا عليها وعلى جميع أعمالها؛ على مثل الشرط الذي أخذ لأبي عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين على محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين في خراسان وأعمالها؛ على ما رسم ووصف وشرط في هذا الكتاب؛ لم يجعل أمير المؤمنين لواحد ممن وقعت عليه وله هذه الشروط؛ من محمد المنتصر بالله، وأبي عبد الله المعتّز بالله، وإبراهيم المؤيد بالله؛ بني أمير المؤمنين، أن يزيل شيئًا مما اشترطنا في هذا الكتاب، ووكّدنا، وعليهم جميعًا الوفاءُ به؛ لا يقبل الله منهم إلّا ذلك، ولا التمسُّك إلا بعهد الله فيه؛ وكان عهد الله مسؤولًا.
أشهد الله ربّ العالمين جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين ومن حضره من المسلمين بجميع ما في هذا الكتاب على إمضائه إياه؛ على محمد المنتصر بالله، وأبي عبد الله المعتّز بالله، وإبراهيم المؤيد بالله، بني أمير المؤمنين بجميع ما سمّى ووصَف فيه، وكفى بالله شهيدًا ومعينًا لمن أطاعه راجيًا، ووفَّى بعهده خائفًا وحسيبًا، ومعاقبًا من خالفه معاندًا، أو صَدَف عن أمره مجاهدًا.
وقد كتب هذا الكتاب أربع نسخ، وقعت شهادة الشهود بحضرة أمير المؤمنين في كلّ نسخة منها؛ في خزانة أمير المؤمنين نسخة، وعند محمد المنتصر ابن أمير المؤمنين نسخة، وعند أبي عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين نسخة، ونسخة عند إبراهيم المؤيد بالله ابن أمير المؤمنين.
وقد ولى جعفر الإمام المتوكل على الله أبا عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين أعمال فارس وإرمينيَة وأذْرَبيجان إلى ما يلي أعمال خراسان وكُورها والأعمال المتصلة بها والمضمومة إليها، على أن يجعل له على محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين في ذلك الذي جعل له في الحياطة في نفسه، والوثاق في أعماله، والمضمومين إليه، وسائر من يستعين به من الناس جميعًا في خُراسان