للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أحبار يهود وأهل العلم بالكتب الأُول فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد؟ فسألوهم فقالوا: دينكم خير من دينه وأنتم أهدى منه وممن اتبعه فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} إلى قوله عزَّ وجلَّ {وَآتَينَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}.
قلنا: وفي إسناده محمد بن أبي محمد لم يوثقه سوى ابن حبان، وحسَّن العمري إسناد هذه الرواية والله أعلم (السيرة النبوية الشريفة ٢/ ٤١٩). وأخرج الحافظ ابن كثير كذلك من طريق ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: جاء حي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة فقالوا: نحن نصل الأرحام، وننحر الكوماء ونسقي الماء على اللبن، ونفك العاني ونسقي الحجيج ومحمد صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج من غفار فنحن خير أم هو؟ فقالوا: أنتم خير وأهدى سبيلا فأنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا}. الآية.
ثم قال الحافظ (ابن كثير): وقد روي هذا من غير وجه عن ابن عباس وجماعة من السلف وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت قريش: ألا ترى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية قال: أنتم خير فنزلت فيهم {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} ونزل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} - إلى - {نَصِيًرا} (ابن كثير ١/ ٥١٣). ويؤيده ما أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٢٥١) في سبب نزول الآية وقال الهيثمي: وفيه يونس بن سليمان الجمال ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح (المجمع ٧/ ٦) والله أعلم.
هذا ما استطعنا جمعه حول أسباب هذه الغزوة. وللأستاذ العمري عبارة جديرة بالذكر في معرض الحديث عن أسباب هذه الوقعة إذ يقول: (وتعتبر غزوة الأحزاب المدينة حلقة من حلقات الصراع العسكري بين المسلمين وقريش فالحرب معلنة بين الطرفين ولا حاجة لتلمس الأسباب الرئيسية لوقوع القتال ولكن ثمة عوامل مباشرة في التأثير يمكن بيانها) (السيرة النبوية ٢/ ٤١٨).
لقد ذكر الرواية (٢/ ٥٦٧ / ٢١٧) في قسم الضعيف وفيها قصة مفصلة للصخرة التي اعنرضت سبيل الحفر إلَّا أن قصة الصخرة وردت في روايات أخرى صحيحة فأصلها في صحيح البخاري كجزء من حديث طويل وفيه عن جابر رضي الله عنه قال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول فضرب فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم ... إلى آخر الحديث. (صحيح البخاري / كتاب المغازي / ٧/ ٣١٧).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده (٤/ ٣٠٣): =

<<  <  ج: ص:  >  >>