للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القُطْرَبُّليَّ وعبد الله بن مخلد المعروف بابن البواب - وكان انقطاعه إلى نجاح - فأقرَّ لهما نجاح وابنه بنحو من مائة وأربعين ألف دينار سوى قيمة قصورهما وفرشهما ومستغلاتهما بسامراء وبغداد، وسوى ضياع لهما كثيرة، فأمر بقبض ذلك كله، وضُرِب مرارًا بالمقارع في غير موضع الضرب نحوًا من مائتي مَقْرعة، وغُمز وخُنِق، خنقة موسى الفرانق والمعلوف.

فأما الحارث فإنه قال: عصر خصيتيه حتى مات؛ فأصبح ميتًا يوم الإثنين لثمان بقين من ذي القعدة من هذه السنة، فأمر بغسله ودفنه، فدُفن ليلًا؛ وضرِب ابنه محمد وعبد الله بن مخلد وإسحاق بن سعد نحوًا من خمسين خمسين، فأقر إسحاق بخمسين ألف دينار، وأقر عبد الله بن مخلد بخمسة عشر ألف دينار - وقيل عشرين ألف دينار.

وكان ابنه أحمد ابن بنت حسن قد هرب فظفر به بعد موت نجاح، فحبِس في الديوان، وأخذ جميع ما في دار نجاح وابنه أبي الفرج من متَاع، وقبضت دورهما وضياعهما حيث كانتْ وأخرِجت عيالهما، وأخذ وكيله بناحية السواد، وهو ابن عياش فأقر بعشرين ألف دينار، وبعث إلى مكة في طلب الحسن بن سهل بن نوح الأهوازيَّ وحسن بن يعقوب البغدادي، وأخِذ بسببه قوم فحبسوا.

وقد ذكر في سبب هلاكه غير ما قد ذكرناه، ذكر أنه كان يضاد عبيد الله بن يحيى بن خاقان - وكان عبُيد الله متمكنًا من المتوكل وإليه الوزارة وعامة أعماله؛ وإلى نجاح توقيع العامة، فلما عزم المتوكل على بناء الجعفريِّ قال له نجاح - وكان في الندماء - يا أمير المؤمنين، أسمي لك قومًا تدفعهم إليَّ حتى أستخرج لك منهم أموالًا تبني بها مدينتك هذه؛ إنه يلزمك من الأموال في بنائها ما يعظم قدره، ويجلَّ ذكره. فقال له: سَمِّهم، فرفع رقعة يذكر فيها موسى بن عبد الملك وعيسى بن فرُّخانشاه خليفة الحسن بن مخلد، وزيدان بن إبراهيم، خليفة موسى بن عبد الملك، وعبيد الله بن يحيى وأخويه: عبد الله بن يحيى وذكرياء، وميمون بن إبراهيم، ومحمد بن موسى المنجم وأخاه أحمد بن موسة وعلي بن يحيى بن أبي منصور وجعفرًا المعلوف مستخرج ديوان الخراج وغيرهم نحوًا من عشرين رجلًا فوقَع ذلك من المتوكل موقِعًا أعجبه، وقال له: اغْدُ غَدوةً، فلما أصبح لم يشكَّ في ذلك. وناظر عبيد الله بن يحيى المتوكل، فقال له: يا أمير

<<  <  ج: ص:  >  >>