وفي هذه السنة خلع المعتز والمؤيد أنفسهما، وأظهر خلعهما في القصر الجعفريّ المحدث (١).
وكانت نسخة البيعة التي أخذت للمنتصر:
بسم الله الرحمن الرحيم
تُبايعون عبدَ الله المنتصر بالله أمير المؤمنين بَيْعةَ طوعٍ واعتقاد ورضًا، ورغبة بإخلاص من سرائركم، وانشراح من صدوركم، وصدق من نياتكم؛ لا مكرَهين ولا مجبَرين، بل مقرّين عالمين بما في هذه البَيْعة وتأكيدها من طاعة الله وتَقْواه، وإعزاز دين الله وحقه، ومن عموم صلاح عباد الله، واجتماعِ الكلمة، ولمّ الشعث، وسكون الدهماء، وأمْن العواقب، وعزّ الأولياء، وقمْع الملحدين؛ على أن محمدًا الإمام المنتصر بالله عبد الله وخليفته المفترض عليكم طاعته ومناصحته والوفاء بحقه وعقده، لا تشكّون ولا تُدْهنون، ولا تميلون ولا ترتابون؛ وعلى السَّمْع له، والطاعة المسالمة، والنُّصرة والوفاء والاستقامة، والنصيحة في السرّ والعلانية، والخُفوف والوقوف عند كلّ ما يأمر به عبد الله الإمام المنتصر بالله أمير المؤمنين؛ وعلى أنّكم أولياء أوليائه، وأعداء أعدائه، من خاصٍّ وعامٍّ، وأبعَد وأقربَ، وتتمسكون ببيعته بوفاء العقد، وذمّة العهد؛ سرائرُكم في ذلك مثل علانيتكم، وضمائركم مثل ألسنتكم؛ راضين بما يرضاه لكم أمير المؤمنين في عاجلِكم وآجلكم، وعلى إعطائكم أمير المؤمنين - بعد تجديدكم بيعتَه هذه على أنفسكم، وتأكيدكم إياها في أعناقكم - صَفْقة أيْمانكم، راغبين طائعين عن سلامة من قلوبكم وأهوائكم ونياتكم؛ وعلى ألّا تسعوْا في نقض شيء مما أكد الله عليكم، وعلى ألّا يميل بكم مميل في ذلك عن نُصرة وإخلاص، ونصح وموالاة، وعلى ألا تبدّلوا ولا يرجع منكم راجع عن نيّته، وانطوائه إلى غير علانيته وعلى أن تكون بيعتُكم التي أعطيتُم بها ألسنَتكم وعهودَكم بيعة يطلع الله من قلوبكم على اجتبائها واعتقادها، وعلى الوفاء بذمّتِه بها، وعلى إخلاصكم في نصرتها وموالاة أهلها، لا يشوب ذلك منكم دَغَل