وليس من شيء يتقرَّب به المؤمنون إلى الله عز وجل من أعمالهم، ويسعَوْن به في حطّ أوزارهم، وفَكاك رقابهم، ويستوجبون به الثوَاب من ربهم، إلّا والجهاد عنده أعظم منه منزلة، وأعلى لديه رتبة، وأوْلَى بالفوزِ في العاجلة والآجلة؛ لأنّ أهله بذلُوا لله أنفسَهم، لتكون كلمةُ الله هي العليا، وسمحوا بها دون مَنْ وراءهم من إخوانهم وحريم المسلمين وبَيْضتهم، ووقَمُوا (١) بجهادهم العدوّ.
وقد رأى أمير المؤمنين - لما يحبّه من التقرّب إلى الله بجهاد عدوّه، وقضاء حقه عليه فيما استحفظه من دينه، والتماس الزُّلفَى له في إعزاز أوليائه، وإحلال