للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلاحه، وقتلوا جماعة منهم عند دار مبارك المغربي، وعند دار حبش أخي يعقوب قوصرّة في شوارع سامُرّا، وعامّة من انتهب - فيما ذكر - هذا السلاح أصحاب الفقّاع والناطف وأصحاب الحمّامات والسقاؤون وغوغاء الأسواق؛ فلم يزل ذلك أمرهم إلى نصف النهار، وتحرّك أهل السجن بسامرّا في هذا اليوم، فهرب منهم جماعة، ثم وضع العطاء على البيعة، وبعث بكتاب البيعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر في اليوم الذي بُويع له فيه، وكان وصوله إلى محمد في اليوم الثاني، ووافى به أخ لأتامش ومحمد بن عبد الله في نزهة له، فوجّه الحاجب إليه، وأعلمه مكانه، فرجع من ساعته، وبعث إلى الهاشمييّن والقوّاد والجند، ووضع لهم الأرزاق (١).

* * *

وورد في هذه السنة على المستعين وفاة طاهر عبد الله بن طاهر بخراسان في رجب، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر على خراسان، ولمحمد بن عبد الله على العراق، وجعل إليه الحرَمين والشرْطة ومعاون السواد برأسه وأفرده به، وعقد في الجوسق لمحمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر على خراسان والأعمال المضمونة إليها خاصّة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلتْ من شعبان.

ومرض بُغا الكبير في جمادى الآخرة، فعاده المستعين في النصف منها، ومات بغا من يومه، فعقد لموسى ابنه على أعماله وعلى أعمال أبيه كلّها، وولِّيَ ديوان البريد (٢).

وفيِ هذه السنة وجّه أنوجو التركيّ إلى أبي العمود الثعلبيّ، فقتله يوم السبت بكَفَرْ توثى لخمس بقين من شهر ربيع الآخر.

وفيها خرج عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى الحجّ؛ فوجّه خلفه رسولًا من الشيعة اسمه شعيب بنفيه إلى بَرْقة، ومنعه من الحجّ.


(١) ذكر ابن الجوزي خبر البيعة وما رافقه مختصرًا - انظر المنتظم (١٢/ ٦).
وانظر البداية والنهاية [١٨/ ٢١٦].
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>