للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ابتاع المستعين من المعتزّ والمؤيد في جمادى الأولى منها جميع ما كان لهما، خلا شيئًا استثنى منه المعتزّ قيمته مئة ألف دينار، وأخذ له ولإبراهيم غلة بثمانين ألف دينار في السنة؛ فلما كان يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان ابتيع من المعتز والمؤيد جميعُ ما لهما من الدّور والمنازل والضّياع والقصور والفُرش والآلة وغير ذلك بعشرين ألف دينار، وأشهدا عليهما بذلك الشهود العُدول والقضاة وغيرهم، وقيل: ابتيع ما لهما من الضياع وترك إلى أبي عبد الله ما يكون غلّته من العَيْن في السنة عشرين ألف دينار، ولإبراهيم ما تبلغ قيمة غلّته في السنة خمسة آلاف دينار؛ فكان ما ابتيع من أبي عبد الله بعشرة آلاف ألف دينار وعشر حبّات لؤلؤ، ومن إبراهيم بثلاثة آلاف ألف درهم وثلاث حبات لؤلؤ؛ وأشهدا عليهما بذلك الفقهاء والقضاة، وكان الشّراء باسم الحسن بن مخلد للمستعين، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومئتين وحُبِسا في حجرة الجوسق، ووُكِّل بهما، وجعل أمرهما إلى بُغا الصغير؛ وكان الأتراك قد أرادوا حين شغَّب الغوغاء والشاكريّة قتلهما؛ فمنعهم من ذلك أحمد بن الخصيب، وقال: ليس لهم ذنب ولا المشغِّبة من أصحابهما، وإنما المشغِّبة من أصحاب ابن طاهر، ولكن احبسوهما فحُبسا (١).

وفيها غضب الموالي على أحمد بن الخصيب؛ وذلك في جُمادى الأولى منها، واستصفى ماله ومال ولده، ونُفي إلى إقريطش.

وفيها صرف عليّ بن يحيى عن الثغور الشاميّة، وعقد له على إرمينيَة وأذْرَبيجان في شهر رمضان من هذه السنة.

وفيها شَغَّب أهلُ حمص على كيدر بن عبيد الله عامل المستعين عليها فأخرجوه منها، فوجّه إليهم الفضل بن قارن، فمكَر بهم حتى أخذهم، وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وحمل منهم مئة رجل من عيونهم إلى سامرّا، وهدم سورهم (٢).

وفيها غزا الصائفة وَصيفٌ، وكان مقيمًا بالثغر الشاميّ حتى ورد عليه موت


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٨).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>