للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما عيال سليمان وأهله وأثاثه فإنه بلغني أن الحسن بن زيد أمر لهم بمركب حملهم فيه حتى ألحقهم بسليمان وهو بجرجان، وأمّا ما كان لأصحابه فإن مَنْ كان مع الحسن بن زيد من التَّبَع انتهبه، فاجتمع للحسن بن زيد بلحاق سليمان بن عبد الله بجُرجان إمْرة طبرستان كلها.

فلما اجتمعت للحسن بن زيد طَبرِستان، وأُخرج عنها سليمان بن عبد الله وأصحابه وجّه إلى الرّيّ خيلًا مع رجل من أهل بيته، يقال له الحسن بن زيد، فصار إليها، فطرد عنها عاملها من قِبَل الطاهرية، فلما دخل الموجّه به من قِبَل الطالبيّين الرّي هرب منها عاملُها، فاستخلف بها رجلًا من الطالبيين يقال له محمد بن جعفر، وانصرف عنها، فاجتمعت للحسن بن زيد مع طبرستان الرّي إلى حدّ همذان، وورد الخبر بذلك على المستعين، ومدبّر أمره يومئذ وصيف التركيّ وكاتبه أحمد بن صالح بن شيرزاد، وإليه خاتم المستعين ووزارته، فوجّه إسماعيل بن فَرَاشة في جمع إلى همذان، وأمره بالمقام بها وضبطها إلى أن يتجاوز إليها خيل الحسن بن زيد، وذلك أنّ ما وراء عمل هَمَذان كان إلى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، وبه عماله، وعليه صلاحه.

فلما استقرّ بمحمد بن جعفر الطالبيّ القرار بالرّيّ ظهرت منه - فيما ذكر - أمور كرهها أهل الرّيّ، فوجّه محمد بن طاهر بن عبد الله قائدًا له من قِبَله، يقال له محمد بن ميكال - وهو أخو الشاه بن ميكال - في جَمْع من الخيل والرّجالة إلى الرّيّ، فالتقى هو ومحمد بن جعفر الطالبيّ خارج الرّيّ، فذُكر أن محمد بن ميكال أسر محمد بن جعفر الطالبيّ، وفضّ جيشه، ودخل الرّي، فأقام بها، ودعا بها للسلطان؛ فلم يتطاول بها مكثُه حتى وجّه الحسن بن زيد إليه خيلًا، عليها قائد له من أهل اللازر، يقال له واجن، فلما صار واجن إلى الرّيّ خرج إليه محمد بن ميكال، فاقتتلا، فهزم واجن وأصحابه محمد بن ميكال وجيشه، والتجأ محمد بن ميكال إلى مدينة الرّيّ معتصمًا بها، فاتّبعه واجن وأصحابه حتى قتلوه، وصارت الرّيّ إلى أصحاب الحسن بن زيد.

فلمّا كان يوم عرفة من هذه السنة بعد مقتل محمد بن ميكال، ظهر بالرّيّ أحمد بن عيسى بن عليّ بن حسين الصغير بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وإدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>