٨ - وفي المرحلة الثانية استعنّا بكتب الأئمة الذين جاؤوا من بعد الطبري بقرن أو قرنين وهي كتب تاريخية قيمة بل هي موسوعات في الحديث والتأريخ، أصحابها ثقات وهي ثلاثة على التوالي.
١ - تأريخ بغداد للخطيب البغدادي.
٢ - المنتظم لابن الجوزي.
٣ - تأريخ دمشق لابن عساكر.
وهؤلاء أئمة حفاظ استخدموا الإسناد في رواياتهم التي أخرجوها وقد سهلت لنا مروياتهم التحقق والتأكد من مسائل تأريخية هامة والحمد لله على نعمة الإسناد.
وللمرة الثالئة استوثقنا من تخريجنا بالاستعانة بتخريجات الحفاظ الثلاثة المتأخرين [الذهبي -ابن كثير- ابن حجر][تأريخ الإسلام والسير للذهبي والبداية والنهاية لابن كثير خاصة].
الاستفادة من عشرات الرسائل (الجامعية) في مجال تحقيق وتخريج الروايات التأريخية مع كتب قيمة كتبها أساتذتنا الأفاضل في هذا الباب كالخلافة الراشدة وكتب الأستاذ الدوري والعلامة شاكر رحمه الله تعالى في موسوعته التأريخية القيمة والأستاذ يوسف العش رحمه الله وغيرهم كثير ذكرنا كل واحد منهم، في موضعه- وإذا لم نوافقهم في بعض المسائل بينّا ذلك في مواضعه.
ملاحظاتي حول الطبري مؤرخًا ومنهجه في التأريخ مع نقاط أخرى.
بالرغم من كل ما وُجّه إلى منهج الطبري في تاريخه يظل الإمام الطبري عملاقًا يتربّع على قمة كتابة التأريخ- ولا يدرك دقة الطبري وأمانته العلمية تمامًا إلا من درس تأريخه فقرة فقرة وخرّج رواياته رواية رواية ولاحظ عباراته عبارة عبارة فجزاه الله عن المسلمين وتأريخهم خير الجزاء، وجزى الله من جاء بعد من تلاميذه ومن بعدهم ممن نقلوا إلينا هذا السفر العظيم بكل أمانة.