وهرب أحمد بن نصر إلى قَصْر ابن هبيرة؛ فاجتمع هو وهشام بن أبي دلف؛ وكان يلي بعضَ سواد الكوفة - فلما صار مزاحم إلى قرية شاهي كتب إليه في المقام حتى يوجّه إلى العلوي مَنْ يردّه إلى الفيئة والرجوع. فوجّه داود بن القاسم الجعفري، وأمر له بمالٍ، فتوجَّه إليه وأبطأ داود وخبرُه على مزاحم، فزحف مزاحم إلى الكوفة من قرية شاهي، فدخلها وقصد العَلويّ فهرب، فوجّه في طلبه قائدًا، وكتب بفتحه الكوفة في خريطة مُرَيّشة.
وقد ذكر أن أهل الكوفة عند ورود مزاحم حملوا العلويّ على قتاله، ووعدوه النّصر، فخرج في غربيّ الفُرات؛ فوجّه مزاحم قائدًا من قُوّاده في الشرقيّ من الفرات، وأمره أن يمضيَ حتى يعبر قنطرة الكوفة ثم يرجع، فمضى القائد لذلك، وأمر مزاحم بعض أصحابه الذين بقوا معه أن يعبروا مخاضة الفرات في قرية شاهي، وأن يتقدّموا حتى يحاربوا أهل الكوفة ويصافّوهم من أمامهم فساروا ومعهم مزاحم، وعَبَر الفرات، وخلَّفَ أثقالَه ومَنْ بقي معه من أصحابه؛ فلما رآهم أهل الكوفة ناوشوهم الحرب، ووافاهم قائد مزاحم، فقاتلهم من ورائهم ومُزاحم من أمامهم؛ فأطبقوا عليهم جميعًا فلم يفلت منهم أحد.
وذكر عن ابن الكرديّة: أنّ مزاحمًا قتل من أصحابه قبل دخوله الكوفة ثلاثة عشر رجلًا، وقتل من الزيدية أصحاب الصّوف سبعة عشر رجلًا، ومن الأعراب ثلثمئة رجل؛ وأنه لما دخل الكوفة رُمِيَ بالحجارة فضرب ناحيتي الكوفة بالنار، وأحرق سبعة أسواق؛ حتى خرجت النار إلى السبيع، وهجم على الدار التي فيها العلويّ فهرب؛ ثم أتِي به وقُتِل في المعركة من العلويّة رجل وذكر أنه حبس جميع من بالكوفة من العَلويّة، وحبس أبناء هاشم، وكاق العلوّي فيهم.
وذكر عن أبي إسماعيل العلويّ أن مُزاحمًا أحرق بالكوفة ألف دار، وأنه أخذ ابنة الرجل منهم فعنّفها.
وذكر أنه أخِذ للعلويّ جوارٍ، فيهم امرأة حُرّة مضمومة، فأقامها على باب المسجد ونادى عليها.
وفي النصف من رجب من هذه السنة، ورد على مزاحم كتاب من المعتزّ