الباب؛ فلم يزل بُغا يحاربهم إلى العصر؛ ثم انهزموا وانصرفوا، ووكَّل بالباب مَنْ يحفظه وانصرف إلى باب الأنبار، ووجَّه في حمل الجصّ والآجرّ، وأمر بسدّه.
وفي هذا اليوم أيضًا كانت حرب شديدة بباب الشَّماسية، قُتِل من الفريقين - فيما ذكر - جماعة كثيرة، وجُرح آخرون؛ وكان الذي قاتل الأتراك في هذا اليوم - فيما ذكر - يوسف بن يعقوب قوصرّة.
وفيها أمر محمد بن عبد الله المظفّر بن سيسل أن يعسكر بالياسرية، ففعل ذلك، ثم انتقل إلى؛ الكُناسة إلى أن وافاه بالفَردل بن إيزنكجيك الأشروسني؛ فأمر له بفرض، وضمّ إليه رجالًا من الشاكرية وغيرهم، وأمر أن يضامّ المظفر ويعسكر بالكُناسة، ويكون أمرهما واحدًا، ويضبط تلك الناحية؛ فأقاما هنالك حينًا، ثم أمر بالفردل المظفّرَ بالمضيّ، ليعرف خير الأتراك ليدبّر في أمرهم بما يراه؛ فامتنع من ذلك المظفّر، وزعم أنّ الأمير لم يأمره بشيء مما سأله، وكتب كلُّ واحد منهما يشكو صاحبَه، وكتب المظفر يستعفي من المقام بالكُناسة، ويزعم أنه ليس بصاحب حرب، فأعفِيَ، وأمر بالانصراف ولزوم البيت؛ وقلد أمر ذلك العسكر ومَنْ فيه من الجند النائبة والأثبات بالفردل، وضمّ إليه أثبات المظفَّر وأفْرِد بالناحية.
* * *
وفي شهر رمضان من هذه السنة التقى هشام بن أبي دلف والعلويّ الخارجي بنينوى، ومعه رجل من بني أسد، فاقتتلوا فقتِل من أصحاب العَلويّ - فيما ذكر - نحو من أربعين رجلًا، ثم افترقا، فدخل العلويّ الكوفة فبايع أهلها المعتزّ، ودخل هشام بن أبي دُلف بغداد.
وفي شهر رمضان من هذه السنة كانت بين أبي الساج والأتراك وقعة بناحية جَرْجَرَايا، هزمهم فيها أبو الساج، وقتَل منهم جماعة كثيرة، وأسر منهم جماعة أخَر.