وفيها كانت لبلكاجور صائفة، فتح فيها فتوحًا فيما ذكر.
* * *
وفيها كانت وقعة بين يحيى بن هرثمة وأبي الحسين بن قريش، قُتِل من الفريقين جماعة، ثم انهزم أبو الحسين بن قريش.
وفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلتْ من شعبان كان بباب بَغواريا وقعة بين الأتراك وأصحاب ابن طاهر؛ وكان السبب في ذلك أن الموكّل كان بباب بغواريا إبراهيم بن محمد بن حاتم والقائد المعروف بالنّساويّ في نحو من ثلثمئة فارس وراجل، فجاءت الأتراك والمغاربة في جَمْع كثير، فنقبوا السور في موضعين، فدخلوا منهما، فقاتلهم النّساويّ فهزموه، ووافوْا باب الأنبار، وعليه إبراهيم بن مصعب وابن أبي خالد وابن أسد بن داود سياه، وهم لا يعلمون بدخولهم باب بغواريا، فقاتلهم قتالًا شديدًا، فقتل من الفريقين جماعة، ثم إنّ مَنْ كان على باب الأنبار من أهل بغداد انهزموا لا يلوون على شيء، فضرب الأتراك والمغاربة باب الأنبار بالنار فاحترق، وأحرقوا ما كان على باب الأنبار من المجانيق والعرّادات، ودخلوا بغداد حتى صاروا إلى باب الحديد ومقبار الرّهينة ومن ناحية الشارع إلى موضع أصحاب الدواليب، فأحرقوا ما هنالك وأحرقوا كلّ ما قرب من ذلك من أمامهم وورائهم، ونصبوا أعلامهم على الحوانيت التي تقرب من ذلك الموضع، وانهزم الناس، حتى لم يقف بين أيديهم أحد؛ وكان ذلك مع صلاة الغَداة، فوجّه ابن طاهر إلى القوّاد، ثم ركب في السلاح فوقف على باب درب صالح المسكين، ووافاه القوّاد، فوجّههم إلى باب الأنبار وباب بغواريا وجميع الأبواب التي في الجانب الغربيّ، وشحنها بالرجال، وركب بُغا ووصيف، فتوجّه بُغا في أصحابه وولده إلى باب بغواريا، وصار الشاه بن ميكال والعباس بن قارن والحسين بن إسماعيل إلى باب الأنبار والغوغاء، فالتقوا والأتراك في داخل الباب، فبادرهم العباس بن قارن، فقتِل - فيما ذكر - في مقام واحد جماعة من الأتراك، ووجِّه برؤوسهم إلى باب ابن طاهر، وكاثرهم الناس على هذه الأبواب، فدفعوهم حتى أخرجوهم بعد أن قُتِل منهم جماعة، وكان بُغا الشرابيّ خرج إلى باب بغواريا في جمع كثير، فوافاهم وهم غارُّون، فقتل منهم جماعة كثيرة، وهرب الباقون، فخرجوا من