على إبرام الأمور وعسكرهم خارج باب الحيْر عند باب ياجور؛ فلما كانت ليلة الأربعاء استتر صالح؛ فذكر عن طلمجُور أنه قال: لما كانت ليلة الأربعاء اجتمعنا عند صالح، وقد أمر أن يفرّق أرزاق أصحاب النوبة عليهم، فقال لبعض من حضره: اخرج فأعرض مَنْ حضر من الناس، فكانوا بالغداة زُهاء خمسة آلاف، قال: فعاد إليه، وقال: يكونون ثمانمئة رجل، أكثرهم غلمانك ومواليك، فأطرق مليًّا، ثم قام وتركَنا، ولم يأمر بشيء وكان آخر العهد.
وذكر عمّن سمع بَخْتِيشُوع يقول وهو يعرّض بصالح قبل قدوم موسى، حرّكْنَا هذا الجيش الخشن، وأرغمناه، حتى إذا أقبل إلينا تشاغلنا بالنرد والشرب، كأنا بنا وقد اختفينا إذا ورد القاطول! فكان الأمر كذلك.
وغدا طُغتا إلى باب ياجور سَحَر يوم الأربعاء فلقيه مفلح، فضربه بطبرزين، فشجّه في جانب جبينه الأيمن، فكان الذين أقاموا مع صالح الليلة التي استتر فيها من القوّاد الكبار طُغْتا بن الصيْغُون وطلمجُور صاحب المؤيد ومحمد بن تركش وخمّوش والنوشريّ، ومن الكتّاب الكبار أبو صالح عبد الله بن محمد بن يزداد وعبد الله بن منصور وأبو الفرج، وأصبح الناس يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من المحرّم وقد استتر صالح، وغدا أبو صالح إلى دار ياجور، وجاء عبد الله بن منصور، فدخل الدار مع سليمان بن وهب، وتنصّح إليهم أن عنده سفاتج بخمسة آلاف دينار.
وذكر أن صالحًا أراده على حملها، فأبى أن يقرّ الأمر قراره.
وخلع في هذا اليوم على كنجور ليتولّى أمر دار صالح وتفتيشها، ومضى ياجور صاحب موسى فأتى بالحسن بن مَخْلَد من الموضع الذي كان فيه محبوسًا من دار صالح.
* * *
وفي هذا اليوم من هذا الشهر وُلِّيَ سليمان بن عبد الله بن طاهر مدينة السلام